ماذا تغير في المدن والقرى والبلدات سياسيا ؟! ومن هم النافذون الان ؟

Photo

اليوم اطرح على السادة السياسيين من حكام ومعارضين سؤالا اعتقد انه جد مهم من اجل العدالة والمصالحة .

كيف لا نحاسب بعض المسؤولين الحزبيين والإداريين السابقين الذين عاثوا فسادا ونشروا قيم الرشوة وتدبير الراس في المناطق الداخلية من مدن وبلدات وقرى ؟؟؟

كلنا لا نتحدث إلا عن الفاسدين الكبار ..ولا نمسك بأي طرف منهم...فهم بشكل او بآخر محميون...وإذا ما سقط احد منهم لا بد من البحث عن السبب ...وكثيرا ما يكون السبب هزيمة سياسية ومؤامرة شخصية...ووشاية مدعومة بالوثائق .....مقدمة من منافسين او اعداء .....

لا احد يتكلم عن اولئك الذين افسدوا في المناطق الداخلية اي في المدن والقرى وفي اكثر الاوقات في جهاتهم..اي في مسقط رؤوسهم.

بل هم في مأمن تام اعتبارا الى صعوبة كشفهم ..واعتمادا على تلك القولة الشهيرة للباجي قائد السبسي لما كان رئيس حكومة اثر استقالة محمد الغنوشي لهزاله الفكري وخوفه من الشعب الثائر والمعتصم بالقصبة واحد ..والقصبة اثنين...اذ لم يجد حلا لسيطرة الانقلابيين عليه...اولئك الذين دفعوا بالرئيس الفاسد بن علي الى الهرب ...وهم طبعا افسد منه انما يريدون العمل لحسابهم الخاص..وبن علي كان يتركهم يفسقون في حرية ليأخذ نصيبه ونصيب عائلاته

قال الباجي قايد السبسي وهو رئيس الحكومة انذاك : ..» على كل مواطن يملك ادلة او وثيقة ضد احد المسؤولين ان يتقدم بها الى العدالة «تلك القولة اصبحت سياسة حمائية.

يومها قلنا للرئيس الباجي ...ثم سئلنا حمادي الجبالي: » يا سي الباجي.... يا سي حمادي الجبالي هل يقدر المواطن مهما كان نفوذه وذكاؤه على تقديم ادلة او براهين ضد هذا او ذاك... هذه مسؤولية لجان جهوية ومسؤولية المجتمع المدني لإجراء التحقيقات الضرورية... «

يا سادة على كل واحد منا ان يتوقف لحظة ويتأمل في ما حدث في قريته او مدينته على مدى الثلاثين سنة الاخيرة فقط..حتى لا نضيع في الاسماء والتهم والمفاسد....ثم يسال نفسه:


• من افسد في المدينة

• من اعتدى على حقوق المواطنين

• من اقام المشاريع بدون رخصة

• من تمتع بخيرات المدينة بلا حق

• من وضع ايديه على املاك الدولة

• من لم يدفع الضرائب

• من ضرب المواطنين لما يحتجون

• ومن استفاد من البلدية ومن نهب املاكها او استفاد منها بابخس الاثمان

• ومن جعل مدير المعهد ومدير المدرسة يأتمر بأوامره

• ومن جعل الامن في خدمته

كل هذا يا سادة نعرفه و لا نملك عنه البراهين لكن اذا ما اردنا ان نجد هذه البراهين فإننا نستطيع.....المهم ان نكون اللجان من الجمعيات ومن العمادات المهنية ومن الشخصيات المعروفة بصدقها وابتعادها عن النفوذ على مدى عشرات السنين.

كل المدن تعرف من اعتدى عليها ومن نهبها ومن جعل الناس يرون القهر ويحسون به صباح مساء ولا احد بقادر على رد الفعل .

اننا اليوم نتحدث او نطالب بمحاسبة بعض كبار المسؤولين وخاصة منهم الوزراء لان لدينا تصورات قد تكون خاطئة ان الوزير كان قويا اذن فقد كان فاسدا …

لكن هل تسألنا كيف جرت الامور في البلدات والقرى والمدن ؟!

كل الذين سرقوا ونهبوا وتسلطوا هم اليوم في بحبوحة من العيش ومازالت الثروات التي نهبوها بين ايديهم بل يا سادتي فيهم من يواصل عمليات نفوذه والاعتداءات المتككرة امام الجميع في البناءات والتشييد. وفيهم من عاد الى الحياة السياسية باسم الحرية ويسعى الى التقرب الى الحكام الجدد ويعمل على توطين حزب نداء تونس في منطقته للاحتماء بها ..ويتقرب الى تنسيقيات النهضة لإيجاد من يحميه كما كان محميا بالتجمع المنهار ..

كل واحد منا ينظر الى ما جرى وما يجري في مسقط رأسه او في المكان الذي عاش فيه ويفكر قليلا ثم يسال لماذا ثار شبابنا ولماذا تحرك المعارضون في تونس على مدى عقود من الزمن ضد النظام الحاكم بعض رجال النظام الحاكم من الاداريين على جميع مستويات الادارة ونوعيتها ايضا كانوا ظالمين ومفسدين في الجهات والقرى والمدن الصغيرة والكبيرة .....وساعدوا جماعات معينة على التوسع في الفساد والنفوذ المالي والاقتصادي والتجاري وبالتبعية التوسع السياسي والقدرة على التعيين في المناصب الادارية او اختيار الاشخاص لتقديمهم للانتخابات البرلمانية والحزبية و البلدية …

خذ نفسا ثم فكر هل تغير شيئ .

نعم نحن ننعم بالحرية والراى الحر ولكن الى متى مادام البلاد تتحرك بنفس العباد الذين اساؤوا اليها او هم يعمدون على العودة بقوة المال الذي كسبوه في الحلال والحرام عن طريق النداء او النهضة
سؤال جديد.....

انت الان في مسقط راسك...او انك تعمل على قضاء عطلتك الاسبوعية بها .انظر مليا في الاشخاص الذين يتحركون استعدادا للانتخابات البلدية ..واطلع على بعض القائمات حتى المستقلة منها ..والتي بدأت تروج هنا وهناك...واسأل ...من هم وستكتشف انهم كانوا قبل الثورة مهيمنين على الشعب الدستورية التجمعية وعلى لجان التنسيق...او هم نافذون في المعارضات السياسية التي كانت مساندة للحاكم ..وللنظام...وهو امر تونسي بحت ...اختصاص تونسي ..وهو ان المعارض سند للحاكم....اي انه في العلن معارض لنشر الطمأنينة للتأكيد على ان الدولة تسمح بالمعارضة والاختلاف.و الحقيقة انه مساند في الخفاء ...بل ان الكثير منهم كانوا متعاونين مع الامن ...ورأينا كيف ان المعارضين عندما يأتون الى البلاتوهات الاذاعية و التلفزية يتهمون بعضهم البعض بكونهم كانوا «قوادة » للنظام او للرئيس بن علي .....

وابحث معي وستفهم ماذا يجري الان !!!

وحتى تفهم جيدا اسال لماذا تصدر الاشاعات القوية عن التحاق شخصيات بن علي بالنداء اي بسي حافظ او بمجلس الشورى في النهضة ........؟؟؟!!!!!!!!!!!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات