كتبت الدكتورة سلوى الشرفي هذه التدوينة للرد على انتقادات من يلومها على تجاهل التراث اليهو-مسيحي وهو -من منظور حداثي-نسوي- أكثر عداء للمرأة من التراث الإسلامي .
اقوى حجة عندهم: لماذا تركزين على الاسلام فاليهودية والمسيحية ابشع.
وانا اش يهمني في اليهودية والمسيحية؟ فرضو علي قوانين ظالمة؟ نعتوني بناقصة عقل ؟ حرموني من ميراثي كاملا؟ نعتوني بالعورة؟ قالو لزوجي اضربها واهديلها 3 ضراير؟
سبق ان قلت ان الحجة تعوزهم لانهم لا يفكرون بادمغتهم لكن الحق هوما مظلومين لان الحجة اصلا مفقودة في نصوصهم المرجعية لذلك يشعرون بقلة الحيلة ويدوروها سفسطة(انتهى نص الاستاذة سلوى الشرفي)
ردي المتواضع -أنا المواطن البسيط عادل بن عبد الله- على الدكتورة سلوى الشرفي
1- من باب توازي الاشكال باش نرد عليك بالاسلوب متاعك نفسو(لا عربية فصحى لا دارجة) وباش نفترض انو الكتابة متاعك بالطريقة هاذي هي خيار تواصلي حر وماهوش نتيجة موقف ايديولوجي من الفصحى وماهوش نتيجة عجز على انك تكتب بلغة الضاد.
2- من المفروض انو الشخص اللي تحركو المفاهيم الكونية لحقوق الانسان ما يحصرش روحو في دايرة ضيقة، ومن المفروض زادة انو باش يظهّر المبدئية متاعو يكون تطرق ولو عرضا وبصورة جزئية لممارسات تناقص قناعاتو في سياقات ثقافية ومجالات دولانية مختلفة. ونتمنى انو الاستاذة تذكرنا بالنصوص اللي كتبتها في نقد المسيحية واليهودية اللي هي نفسها تفترض انهم الاصل متاع الاسلام(لانو الاسلام بالنسبة ليهم هو صناعة محمدية موش وحي سماوي.(
3- كلامك على الاسلام بصورة اختزالية سطحية يكفي للرد عليه اني نطرح عليك السؤال هذا: شنية رايك في انسان يختزل الحداثة في بيوت الدعارة وفي نسب الطلاق وفي عدد الامهات العازلات وفي نسبة اللي يشربو الخمر والا نسبة الانحراف عند الأحداث؟ شنية رايك في انسان يختزل الدولة في الجهاز القمعي باشكاله البوليسية والايديولوجية، ويختزل البلاد الكل في المركّب المالي- الامني- الجهوي اللي يحكم في تونس من عهد بورقيبة الله يرحمو؟
بالطبع انت باس تقول انو هءا ماهوس جوهر الحداثة ولا هو يعبر على حقيقة الدولة ووظائفها التنويرية والتحديثية. وقتها نعاود نسألك: عمركش فكرت انو اعتراضاتك على الاسلام هي اعتراضات على احكام وممارسات وافكار تاريخية ما تعبرش على جوهر الاسلام ولا على عمق المشروع التحرري اللي جا بيه( واللي فهموه جدودنا وقت حكاو على مقاصد الشريعة اللي تتجاوز الأحكام الجزئية بل تتجاوز حتى صور الاحكام هاذيكة وتنفتح على افاق تشريعية كبيرة وموش بالضرورة موافقة حرفيا للموروث الفقهي)
. 4- انت يا استاذة كيما برشه حداثيين تقترض انو الاشكال موش في الاسلاميين ولا في المسلمين...الاشكال في الاسلام نفسو( يعني في اللي تسميه انت " النصوص المرجعية")، وبالطبع الاطروحة هاءي ماهياس جديدة ولا من بنات افكارك: هي اطروحة استشراقية تفترض انو الاسلام يمثل" استثناء" على باقي الاديان )يسموه الاستثناء الاسلامي) وبالتالي هو غير قادر بالجوهر وفي المطلق على انو يتوافق مع الفلسفة السياسية والتشريعية الحديثة(وهذا بالطبع يبرر من وجهة نظركم لاقصائه من المجال العام، بل حتى يبرر محاربتو في الفضاءات الخاصة وفي الصيغ التدينية اللي ماعندها حتى علاقة بالتشريع للمجتمع.)
وبما انو تعقيبي على كلامك موش مقال والا دراسة فأني نكتفي باش نسألك زوز أسئلة فقط ونتمنى تفكر فيها بجدية: اولا علاش ما تفترضش انو التناقض بين الاسلام والديمقراطية والحداثة هو تناقض سياقي وتاريخي وقابل للتجاوز وقت الاسلاميبن والعلمانيين يفكروا" معا" لبناء دولة تجمعهم الكل على اساي الاعتراف المتبادل، يعني موش تناقض جوهري ومطلق وغير قابل للتجاوز بصورة نهائية كيما يروجولو برشه حداثيين لاسباب اقل ما يقال فيها انها مشبوهة سياسيا وغير متينة معرفيا؟ ثانيا، نتحداك انك تعمل نسق حجاجي منطقي تثبتلنا فيه وجوه الاختلاف الجوهري متاع الاسلام وتخليه يمثل استثناء على الاديان الكتابية وغيرها؟
5- انا موافقك في انو الفقه يحتاج لمراجعات جذرية، لكن مراجعات يكون دور المثفف الحداثي انو يشحع عليها من موقع التفهم والاحترام ...موش من موقع التتفيه والتسفيه. لانو المنطق متاعك ومتاع امثالك يزيد فؤ تقوية اليات الدفاع متاع المتدينين ويخليهم يرفضوا اي مراجعات. وهذا سلوك دفاعي مفهوم ويلزمك تفكر فيه قبل ما تكتب افكار ما عندها حتى وظيفة غير تشويه الحداثيين وتصويرهم في صورة المعادين للمقدسات) اللي هي تقريبا الشيء الوحيد اللي يملكو الزوالي بعد ماالبرجوازية- اقل من 200 عايلة- استولت على اكثر من 80%من ثروات البلاد.)
6- وقت تفترض انو الرد على تدخلاتك هو ضرب من السفسطة فهذا من اكبر أشكال الشعوذة الاكاديمية والارهاب الفكري، بل هو شكل نموذجي للسفسطة الحقيقية: لانك تفترض منذ بداية الحوار انك تمتلك الحقيقة والمنهج الصحيح للوصول ليها، وتفترض في غيرك عجز او قصور جوهري يخليه سفسطائي بالضرورة. وبصرف النظر على انو طريقة التفكير هاذي هي طريقة اي سلطة قمعية تفترض لاتكافؤ المتحاورين)وقت تتواضع وتتحاور مع الناس) ، وبصرف النظر على انو أخطر انواع السفسطة هي اللي تجهل طبيعتها السفسطائية وتتصور روحها معرفة موضوعية وعلمية، بصرف النظر على هذا الكل فإنو منطقك واشكالياتك وحلولك هي جزء من الازمة متاع "النخبة" اللي تمارس في " المجهود الذهني الادنى" ومتضامنة مع جميع سلطات القمع والاستبداد في الداخل والخارج، وهي تتصور روحها تبذل في مجهود "تنويري" والا تدافع على حقوق الانسان.
ختاما، نحب نذكرك يا استاذة انو" حداثة النمط " اللي تدافع عليها خلات اصوات المواطنين الكل بنساهم ورجالهم" عورة" ، ونحب نذكرك انو المرا اللي تدافع عليها صد صرب زوجها ليها، قاعدة تتصرب هي وزجها في كرامتهم وفي ابدانهم من طرف يلطة قمعية ما يكبر في عينها حد. ونحب نذكرك انو المرا اللي هي حسب رايك" مظلومة" في حقها في الميراث ، هي نفسها المرا اللي تخدم في المعامل والشركات بأجرة ما تكفيهاش حتى لتوفير الحد الادنى من شروط " الحياة الحيوانية" ، ونحب نذكرك اخيرا انو المرا اللي خايفة عليها من انو يهديلها راجلها3 ضراير- وهذا بالطبع خوف مشروع- ، ممكن يهديلها عشرة عشيقات ، وممكن زادة يهديلها وضعية الامهات العازبات والا وضعية المومس المرسمة في دار من دور الخناء اللي تشرف عليها الدولة . يعني حصر الوضعية الدونيسة(التشيئية للمرأة في الدين هو اختزال وتلبيس ما يحتاجوش لبرشه ذكاء باش نكتشفو المصالح المادية والرمزية اللي يدافع عليهم الطابور الخامس متاع النظام في بلاد النمط .)
يا استاذة سلوى، راهو اسهل شيء انك تنقد المقدس الديني في سياق شبه استعماري ، لكن الشجاعة الحقيقية هي في انك تنقد المقدس العلماني وخرافات النمط(خرافة الاستثناء التونسي والمعجزة التونسي، واقع الجهويات والشبكات الزبونية والمافيوزية، احتكار طغمة برجوازية لاغلب مصادر الثروة، التبعية لمراكز القرار الاقليمي والغربي، انعدام مقومات السيادة…..الخ)…والشجاعة الاكبر انك تبعد على الانية المركزية متاعك وتفترص انو طريقة تفكيرك ومواقفك تحتاج لمراجعات جذرية وتحاول تتبنى المنطق الحواري الحقيقي( وتؤمن انو الحقيقة المجتمعية تجي بعد الحوار الجماعي الحر والصادق وما تكونش مفروضه عليه فوقيا كيما يقول هابرماس)…
ووقت توصل للمستوى هذا من الشجاعة….ربما تكون وقتها بعدت على السفسطة اللي تتصورها عند خصومك فقط …وهي اقرب لك من لوحة المفاتيح متاع جهاز الحاسوب…والسلام