الرئيسة الحقوقيّة الحائزة على جائزة نوبل للسلام

Photo

بمناسبة النقاش عن ميانمار والمسلمين الروهينغا، كنت قرأت قبل أشهر مقال لساسكيا ساسن في جريدة الغارديان، وهي واحدة من أبرز علماء الإجتماع الدارسين للمدن والمسائل الحضريّة، تقول فيه إن المسألة في ميانمار لا تتعلق فقط بصراع بين بوذيين ومسلمين، بل تتعلق أيضاً بالطغمة العسكرية الحاكمة (انتقل البلد إلى الديمقراطيّة لكن ترتيبات الانتقال ضمنت للجيش كوتا قارة في البرلمان وسلطات تنفيذيّة مهمّة) ومصالح شركات عبر-قطريّة. لبّ الموضوع أنّ الروهينغا يستوطنون منطقة ثريّة بالمعادن والغابات والماء، والشركات تريد تلك الأراضي، والجيش مستفيد من الشركات إلخ.

المسألة في رأيي لها وجهان؛ وجه سياسي - اقتصادي، ووجه ثقافيّ - دينيّ. يرتبط الأوّل بالجيش وبمنطقه العنيف في إدارة الأمور، وبالشركات الاستخراجيّة التي ترى البشر عقبة أمام مصالحها. ويرتبط الثّاني بمجموعة من الرهبان البوذيّين القوميّين وأنصارهم، وهم يرون المسلمين كتهديد طارئ على البلد؛ بالنسبة لهم أينما يوجد إسلام يوجد عنف محدق وأنّ الروهينغا بالذات لا ينتمون إلى ميانمار وهم قادمون في الأصل من بنغلاديش إلخ (يعني إقصائهم من السرديّة القوميّة.)

المثير أنّ الجيش يرى أنه يستغل البوذيين كأدوات في صراعه السياسي المصلحي، فيما يرى البوذيون المتطرفون أنهم يستغلون الجيش في صراعهم الثقافي الدينيّ.

المشكلة أنّ الروهينغا، كجماعة قوميّة دينيّة مفقّرة وتفتقد لأيّ نوع من الرساميل، لا يرغب بهم أحد، وخيارهم الوحيد هو المقاومة، لكن المقاومة (المسلحة تحديدا) لا تخدم لمصلحتهم، فهم في مواجهة جيش مسلح جيدا ومحيط اجتماعي نابذ لهم، بل تخدم ضدهم حيث يستغلها البوذيون لتأكيد طرحهم "المسلمون إرهابيون والإسلام خطر يجب التخلص منه" ويستغلها الجبش بحجة أنّها عصيان مسلح.

طبعا كلّ ذلك يتم بوجه إنسانيّ هو الرئيسة الحقوقيّة الحائزة على جائزة نوبل للسلام !!!

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات