المغزاوي وترامب..

Photo

"زهير المغزاوي لــ "الرأي الجديد" : الإسلام السياسي في وضع غير مريح.. وننتظر خطاب ترامب" (كذا). عنوان لو اطلعتُ عليه أولا على أعمدة الجريدة الإلكترونية المذكورة لانتظرت توضيحا أو حتى تكذيبا من الصديق زهير المغزاوي.

فإذا به ثابت لا لُبس فيه بوروده في الصفحة الرسمية لحزب حركة الشعب الذي يقوده. ومن بين ما جاء في متن النص قوله بالصفحة ذاتها: "من المنتظر أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب يوم 11 سبتمبر الجاري عن أسماء التنظيمات والأحزاب التي سيتم إدراجها على قائمة الإرهاب".

هذا الكلام ليس لإعلامي يورد خبرا أو حتى إشاعة، ولا لمحلل سياسي، يحتمل كلامه الأخذ والرد، وإنما هو لقيادي في حزب سياسي، وهو ما يعني أن تصريحه يرتقي إلى أن يكون موقفا سياسيا وباعتباره كذلك يكون ملزما للحزب. ليس هذا فقط وإنما هو لقيادي في حزب ناصري معاد لأمريكا، وهو ما أثار استغرابي وتعجبي، بقدر ما يحمله هذا التصريح من تحول بمائة وثمانين درجة في الموقف من أمريكا التي أصبحت صديقا يُنتظر منها إدراج تنظيمات وأحزاب على قائمة الإرهاب. أوليس عدو عدوك صديقك؟

دعنا هنا من لعبة الحرب على الإرهاب التي تخوضها أمريكا، والتي يبدو أن الصديق المغزاوي قد انطلت عليه، وهو لا يمكنه أن يُنكر أن أمريكا نفسها هي من يصنع الإرهاب. وإنما لندقق النظر فيما ينتظره هو من ترامب، أي إدراج تنظيمات وأحزاب على قائمة الإرهاب.

والمقصود عنده هنا ليست داعش أو القاعدة أو بوكو حرام وتفرعاتها، لأن هذه التنظيمات مدرجة منذ زمان في قائمة الإرهاب الأمريكية وحتى السعودية والإماراتية، وإنما هو ينتظر توسيع القائمة بإضافة تنظيمات وأحزاب أخرى، وإشارته واضحة تماما في اتجاه حركة النهضة، الحزب الذي يجلس إلى نوابه في برلمان مُنتخب من قبل الشعب التونسي.

نعم نتذكر هنا الأصوات التي رحبت بمجيء ترامب على رأس الإدارة الأمريكية أملا في أن تتسع حربه على الإرهاب، إلا أنها توارت بعد ذلك، وبدا وكأنها تخلت عن مشاعرها وأمانيها تلك. وها هي هذه المرة تعود على لسان قيادي يعلن سيره على خطى الزعيم جمال عبد الناصر في معاداة الامبريالية، فإذا به يراهن على دونالد ترامب والامبريالية الأمريكية لضرب طرف سياسي داخلي، وفي نفس الوقت يتحدث عن السيادة الوطنية والاستقلال الوطني، وعمالة الإسلام السياسي لأمريكا.

الحد الأدنى أن تصريحه أعلاه ينطوي على ازدواجية، والازدواجية لا تليق بالسياسيين ولا بالقياديين.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات