كلمات مواطن بسيط

Photo

لست رجل سياسة ، و لم أعرف تجربة حزبيّة في حياتي ، و أفكّر في الشّأن العامّ كأيّ مواطن بسيط ، بنبض وجدانه و حدّ من التعقّل و بعض من العدّة المنهجيّة البسيطة و أحاول ربط الوقائع ببعضها البعض بحثا عن خيط ناظم يفضي إلى الفهم المنسجم .

في قضيّة الحال لن أنسى أنّ أغلب المعارضة و أكثر المحتجّين اليوم كانوا تحت نفس الخيمة في اعتصام الرحيل مع من دعوا اليوم لقانون المصالحة ، اعتصام باذخ موّله من شملهم قانون المصالحة في صياغته الأولى و من صاغوا قانون العفو عنهم ،

يومها كانت النّهضة متّهمة بأنّها ضدّ المصالحة و الوئام و السّلم الأهلي و أنّها محكومة بالأحقاد و سبب الفرقة و الإنقسام بين التّونسيين ، أغلب المعارضة التقوا يومها مع نفس الذين يحتجّون عليهم اليوم في نفس جبهة التحالف السياسي الذي أخرج النّهضة من الحكم دون تفكير في المآلات، مآلات تقوية جبهة من كانوا جزءً من المنظومة القديمة و إضعاف جبهة من كانوا شركاء في النّضال ضدّ الاستبداد مهما كان الموقف منهم ،

هؤلاء عندما كنّا ننصحهم و نحذّرهم من خطورة خيارهم السياسي القائم على إعطاء شرعية سياسيّة و نضاليّة لمن كانوا جزءً من المنظومة القديمة و تقويتهم و إخراجهم من عزلتهم بل تقليدهم صفة الشريك في إنقاذ الثّورة و الديمقراطيّة في البلد ، عندما كنّا نحذّرهم و ننصحهم كانوا يتّهموننا بالمولاة و الأخونة .... ،

هؤلاء يجب أن يأكلوا اليوم أصابعهم من النّدم حيث لا ينفع النّدم.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات