بدعة المواد المميزة

Photo

أطلّ كهنوت التربية ببدعة في المراقبة المستمرّة. وهي تصنيف المواد أو قلّ طبقية المواد. هؤلاء الجهلة بالمعرفة التعليمية التعلمية جعلوا تعليمها و تقييمها يخضع إلى منطق اكابر القوم. فالمواد حسب زعمهم مميّزة و غير مميّزة.

هذه الطبقية التي كانت و لازالت مجسّدة في الضوارب. لم تشفي غليلهم في هصر المعرفة و تشتيتها و تفقيرها، فأضحت المواد لها تراتبية طبقية يحتفل بها الجاهل و يغنم منها بعض المدرّسين مالا هادرا فالمادّة المعرفية التي يدرّسها لم تعد مجرّد معلومات متناثرة؛ بل هي مميّزة.

هؤلاء العابثون بشؤون التربية و معارفها هم سبب البلاء، هم وجع التعليم. و لاشكّ انّ معرفتهم بعوالم هندسة المناهج لم تتجاوز في أحسن الحالات معرفة الجاحظ ببخلائه. فهم قد ودّعوا قراطيس العلم و لم يعودوا إلى فيضان المناهج الجديدة التعليمية و المقاربات التي تدعو و تلح على القطع مع تلك التراتبية الساقطة.

ماذا يعني أن تقع برمجة امتحانات جزائية في مواد و عدم إنجازها في مواد أخرى؟ هو التّخبط المرضي. فهم يعرفون أنّ الولي لا يعرف من خفايا التعليم إلا دفتر الأعداد. هو الواجهة التي تخفي غابات من دروشة و ترهويج في التّخطيط للمعرفة و تعليميها و تعلّمها. ولعل بدعة المواد المميّزة وغيرها إحدى روائحها النتنة.

لاشكّ أنّ هذا الإجراء " الاستبدادي" هو عودة إلى عصا الكاهن المريض بداء الأيديولوجيا التي راكمت لسنوات تسلّط شخوص لا هــمّ لهم إلاّ خدمة سدنة المجتمع. أولائك الرّاقصون على جماجم المواطنين و الذّين يمصون دمه وماله و يشربون نخب خور عقله.

إلى هؤلاء المومياء الخارجين من سراديب النسيان لن تفلحوا في تقزيم المعرفة بكلّ فروعها وردّها إلى طبقيّة كهنوتية ضاربة في عمق الجهل و التمييز السّلبي. المعرفة كلّ شامل موحّد و لا فرق بين الموسيقى أو الرّسم أو اللغات أو العلوم أو الاجتماعيات فـكلّها بناء واحد.

لقد برهن هؤلاء الجهلة أنهم خارج تاريخ الحداثة التعليمية، وهم يعاملون المتعلّم كأنه بضاعة صالحة للتصنيف الطّبقي فمثلما المعرفة طبقية هو كذلك يخضع إلى ذلك الناموس. و هم يعوّلون على إعادة إحياء طبقية القرون الوسطى الاستبدادية.

طبقية المواد كشفت عن إفلاسكم. فليس لكم من علم التعليم إلا وطر الغنيمة و بئس الخديعة. ولكن سيأتي اليوم الذّي ستكشفون وتظهرخيانتكم لشرف التربية و تعليمها و تعلّمها. في الأخير ارحلوا فأنتم مفلسون.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات