المخرج السينيمائي الياس بكار هو ابن "المدرسة الفنية التونسية" شبه الرسمية ..لم يُعرف عنه أنه أتى الى ساحة الابداع من خارج "الحوزة" بعد الثورة ..ليس "اخوانجيا مندسا" و لا "معارضا" من طيف "اليسار أو العروبيين" الذين كانوا في مواقع شرف معارضة "الدولة التابعة" وخياراتها الفنية و التعليمية و الاكاديمية في حقبتيها البورقيبية أو النوفمبرية .
هو فنان رأى في "الثورة" فرصة للتمرد على "سيستام" الكليشيات الفنية الهووية الزائفة السجينة في غرائبية "الحمام" و "المدينة" و مواضيع "المثلية" و "الحريات الليبيرالوية الشكلانية" لإنتاج فن "وطني عميق" يغوص في الاجتماعي بجمالية "المبدع الوطني" بعيدا عن اوامر النمطيات الجاهزة المسوقة من مراكز الدعم الرسمية الدولتية و الفرانكوصهيونية من اجل استعادة مجد الفن العالمثالثي التحرري الوطني كما انطلق في ستينات القرن الماضي مع السينما "المناضلة" بروح القرن الواحد و العشرين .
الياس بكار مثل فتحي الهداوي و غيرهما من مبدعي "الساحة المعروفة" مثل حسين المحنوش و صالح الجدي و بوقلية و اكرام عزوز و حليمة داود و امال الهذيلي و كثيرون غيرهم ..لا اخوانجية و لا يسار ثوري غير تجمعي بل فنانون لا غير يريدون الافلات من نمطية فن صاغت له "الحوزة " مواضيعه قبل الثورة و بعدها و قد تمرد على هذه الحوزة قبل الثورة حتى علي العبيدي و منصف السويسي على سبيل الذكر لا الحصر .
لكن اذا فكر مثقف او سياسي او اعلامي الخروج على "اجندات" التمييع و القوالب الهووية الجاهزة فيجب ان يكون مباشرة "خوانجي" او "ثورجي" و يجب ان يطرد من "دار الحبايب" باسم "النقد الفني" للعباقرة الذين اصبح العماري و القصوري و لطيف و غيرهم من ضحالات "اللوبي" الثقافي رموزه و شيوخه و مفتييه .
لعبة الاستقطاب المغلوط و مؤامرة الفسطاطين : ان لم تكن معنا فأنت منهم و لو خرجت من جلدك ما عرفناك حتى تسب من نسب و تؤمن بما نؤمن ..و اذا كنتم ابواق استعمار ثقافي للآخر المتآمر على وجداننا باسم الحداثة مثل المتآمر على ارواحنا باسم الدين ؟؟؟...خسئتم.