بعض الأصدقاء ينشرون فيديوهات لشباب سعودي غاضب من قيادة النساء للسيّارات... وينشرون صور نمطيّة مُهينة للمرأة السعودية …
إنّ موضوع السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة لا يُتناول بهذه السطحية ولا بمثل هذه المُقاربة الشعبوية ولا بهذا العقل المُتحيّز أنثى ضدّ أنثى. ويُفترض بمن يدّعي العلم ألاّ يموت بالعلّة.
للحديث في هذا الموضوع لا بدّ أوّلا من الإحاطة بالسياقات الثقافية والسياسية والاجتماعية للمملكة، ثمّ لا بدّ من ملامسة الواقع السعودي عن قرب وليس عبر ما تتداوله الصحف ومواقع شبكات الإنترنيت.
عدد من النساء السعوديات درسن في أمريكا وفي بريطانيا وهنّ متحصّلات على شهائد عليا ويُدرّسن بالجامعات ويُمارسن مهن مُختلفة. لديهن رخص سياقة ويُشاركن في النقاش حول الشأن العام ويضغطن ويُناضلن عبر جمعيات مدنية من أجل الحصول على حقوقهنّ.
عدد من الشباب السعودي يحمل فكرا إصلاحيا ويتعامل مع النساء دون تحيّزات ولا تمييز ذكوري… هم بصدد مُقاومة مؤسّسة دينية مُتكلّسة ومؤسّسة سياسية قائمة على العائلة والتوريث والصراع على أشدّه من أجل الهيمنة على ثروات البلاد.
ما تحصل عليه المرأة السعودية من حقوق ولو بدا لنا خارج "الزمن" هو بالنسبة لهنّ "الزمن الجديد"… فكفى سُخرية من إنجازات الآخرين.
ما يقع في السعودية… عركة بين المؤسّسة الدينية والمؤسّسة السياسية حول مشروعية الهيمنة. واحد يستعمل شرعية الدين والآخر شرعية الإصلاح… والإثنين يكذبوا.
حكاية السياقة … تحسين شروط التفاوض وتعلّي نعلّي.