قد نجد بعض تبرير في "ابادة" روهينغا ميانمار لقلتهم عقيدة في بلد اغلبيتها مشركون وعددا امام مئات الملايين من البوذيين .
لكننا لن نجد ولا سبب واحد امام روهينغا التونسيين الفارون من وطنهم يخوضون لجج البحر بثمن هو حياتهم .فهم الاغلبية الساحقة من شعب سحقته فئة من "النهابة" تسمى برجوازية وهم اهل البلد وملحها وترابها مقارنة بفئة بلدية قدمت اما مهجرة منحيث كانت (مورسكيين كال بن عاشور) او طالبة اغاثة حياتها حيث جاعت من حيث جاءت (كثير من الاعراب اللذين استبدلوا رباط القبيلة بجدائل الايديولوجيا فصاروا جوقة السلطة ويدها الخفية في الحكم وتوهمهم بسهمهم في السلطة وما هم إلا "الحركية الجدد" وأبرزهم الاتحاد اقوى قوة في البلاد).
والأشد ايلاما انهم اغلبية ثقافية امام حفنة من مسوخ الافساد الطبيعي لواطا وسحاقا سوقوه "فكرا وحضارة" حتى باتت احدى مسوخه وأكثرها اثارة للقيء سيدة على المكتبة الوطنية تحدد مضمون الفكر الذي يجب ان يسود .
وطبيعي ان يتصدر هذا العفن كبار القوادة فيصيرون مرشدي السلطان وقذير العوانس ممن لفظن سريرا بفعل ما اخذ منهن ليالي المجون فتصرن وازنات لاحكام القيمة وطبيعي ان يصير نباحي الجراء وضباع فضلات الجيفاعلاميين يصنعون ويوجهون الرأي العام .
والأشد مضاضة ان يتحول حملة الرمز والقيم من طالبي واجب الوجود "منظرين" لقو القانون الطبيعي وضرورة الرضوخ للواقع وكأنه حتمية ليس لنا منها فكاكا .
ليس لشعب الروهينغا من افاقي التونسيين وهم اصحاب الغلة يرون "البلدية " يأكلونها ويسبون الملة .وهم اصحاب الماء يعطشون ويرون السائح يغسل به عضوا بعد ان ولغ في شرف اخواته واخوانه .وهم اصحاب دقلة لاينامون وهم يغرسونها ويرعوها ولا يرون "نورها" وهم اصحاب زيتونة شرقية وغربية لا يعرفون طعم زيتها .
ليس لهم إلا خوض بحر ولو بثمن حياتهم ..ليس جبنا فهم اعلم الناس "بارهاب" زرعوه في فيافيهم وغاباته من مجرمين حاكمهم زعيمهم بالمؤبدات ثم صاروا ذات ثورة زعماءا وابطالا وذووا اموال "يقتلون" في وضح النهار تحميهم دولة المافيا ..
ليس جبنا ..وإنما عادة ما يهرب صحاب الارض خصوصا اذا كان فلاحا ..لا طلبا للحياة وإنما حفاظا على بيادره من الحريق .
ذلك هو معنى معاني"الحرقة" ..حرق الذات ...حفظا لحلم وطن .
وإنا لحارقون.