حول أسباب الهجرة…

Photo

هجرة الشباب من البلد الأصلي طبيعةٌ بشريةٌ ثابتة منذ آلاف السنين... يسري الانسانُ من خلالها في المساحات ويكتشف الاماكنَ بحثا عن الحياة وتوسيعا للفضاءات الضيّقة... ولا نعرف أنه صُدّ عن ذلك إلاّ إذا كان غازيا محاربا أو متعدٍّ، إذْ ما عدى ذلك فهو مرحّبٌ به من أخيه الانسان مهما كان أصلُه أو دينه، فضلا عن اعانته ومده يد المساعدة عندما يكون في حاجة إليها...

ولكن منذ أن أُقيمت الحدود بنسق متسارع كنسق ولادة الدّول في العصرالحديث أصبحت هذه الحدود مُسلّطة على الانسان ومُيسّرة على رأس المال الذي أخضع ارادة الانسان وما ابتدعه من تنظيمات وممارسات ثقافية الى ربحيّته الى غاية أنّه بدا في أبشع مظاهره الحيوانية التي تملي عليه القتل العمد من أجل البقاء، حيث يهُون الانسانُ كقيمة كونية أمام ما يمكن أن تُفرزه هجرتُه من خسائر اقتصادية في معادلات معقدة لن تثني الوفود القادمة ولن تفرض عليها الكف عن الهجرة.

ولئن اتّفق علماء الاقتصاد على الاقل حول أسباب الهجرة والتي تكمُن أساسا في البحث عن دخل مُرتقب أعلى في البلد المُستهدف، فإنّه يبدو لي أنّ هناك أسبابا أخرى مرتبطة أساسا بـ:

- تداعيات عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي الذي ارتفع منسىوبُه منذ الربيع العربي وهو أحد تكاليفه،

- ضُعف الاجهزة الرّسمية على احتواء الحركية الديموغرافية بين الدول وداخل الدول،

- عجز الحكومات على بناء نموذج اقتصادي واجتماعي يتناسب مع تطلعات الشباب،

- ضعف القدرات التفاوضية الرّسمية على المستوى الاقليمي والدولي،

أخيرا، أعتقد أنّ على النخب والأحزاب السياسية والتنظيمات المستقلة التخلّي عن القضايا الجانبية والعمل على استراتيجيات التنمية الحقيقية الاندماجية وأن تولي إهتماما لهذه المعضلة التي نخسر فيها شبابا في أوج عطاءه أليست تلك هي ثروتنا؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات