هزيمة صغيرة ولكنها معبرة..

Photo

لم يكن الأمر مجرد ظن، فقد كان حافظ قايد السبسي ينوي بالفعل الترشح في دائرة ألمانيا، وما حرص على التحوير الوزاري الأخير إلا من أجل أن يصبح الكرسي شاغرا حتى يترشح له هو بالذات. وزاد للاطمئنان على النجاح بأن حصل على موافقة حركة النهضة التي أعلنت أنها غير معنية بذلك الكرسي.

ولكن أن يتراجع عن تلك الخطوات فذلك يمثابة الفرار أو على الأقل الاعتراف المسبق بالهزيمة، ربما تفاديا من أن تكون نكراء.

والحقيقة أنه كسياسي كان عليه أن يتوقع مسبقا الوصول إلى هذه النتيجة، وما كان عليه بالتالي القيام بمحاولة، خاصة عندما يتعلق الأمر بدائرة ألمانيا، إذ التونسيون هناك على دراية بما يجري في الانتخابات الألمانية، وبالتالي يستحيل عليه أن يضحك على ذقونهم، أو يؤثر عليهم بالتصويت لفائدته وهم يعرفون مسبقا أنه لا يعرف اهتماماتهم ولا يمكنه بالتالي التعبير عنهم حتى ولو كان صادق النية.

إلا أن هذا الفشل لا يتحمل مسؤوليته قايد السبسي الابن وحده، وإنما يتقاسمه مع لجنة التدبير المحيطة به والتي زينت له مقعد ألمانيا، كما أنه هزيمة لطريقة التفكير التي تصرّ على نفس الأساليب البالية التي جُرّبت فبان خورها.

ولعل الأهم من كل ذلك هو أن هذه الهزيمة على ضآلة حجمها، تحمل نفحة من التفاؤل رغم حجم الإحباط الذي ما تنفك الحكومة إشاعته بلا حساب، بمعنى أن الضغط حتى وإن لم يكن ميدانيا يمكن أن يجبر المتآمرين على الهزيمة. وإذ تراجعوا فلكي يتفادوا تراجعات أشمل وأكثر تأثيرا. ولا يجب بالتالي أن يخف الضغط حتى ولو كان عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات