الثقافة لم تعد وسيلة للمقاومة: نحن شعب قديم جدا، منتهي الصلاحية

Photo

حين تموت طفلة في العاشرة من العمر في فيضان الوادي، لا أستطيع أن أنسى وجوه المحتفلين بافتتاح مقهى بخمسة ملايين دينار، حين يبيت طفل في العراء لعدم قبوله في مبيت المعهد، أتذكر تبجحهم بسهرة ذات عشرين ألف دينار لأقل من عشرة أشخاص،

حين تنتحر تلميذة ذات روح هشة مثل أرواح الفراشات بسبب مسلسل تركي بائس يمجد تعدد الزوجات وجمال الجواري والخادمات وقصص الحب السلطاني المزيف ومؤامرات الحريم، أتذكر الحملة على القلوب التركية البيضاء التي تدمر اقتصاد الوطن حيث لا أحد يفكر في خراب اقتصاد المشاعر والقيم،

أتذكر غياب الأعمال الدرامية الوطنية الحقيقية التي تعطي معنى للأمل والطموح بسبب غلبة ثقافة الزنوس على المشهد، أولئك الذين لم يخلقهم الله للكتابة ولا حتى للقراءة، حين أرى طفلا سعيدا برمي نفسه في البحر قبل أن يلفظ الماء المالح جثته مقلوبة على وجهها، أتساءل بألم عن الشيء الخاطئ في هذا الوطن: الثقافة لم تعد وسيلة للمقاومة،

نحن شعب قديم، ثلاثة آلاف عام يا إلاه الفقراء ؟ لقد تجاوزنا بكثير كل تواريخ الصلاحية، علينا أن نعيد اختراع كل شيء من جديد، بدءا بإخضاع الأثرياء للضريبة مثل الفقراء، وصولا إلى إبعاد الزنوس الذين تعرفونهم عن مجال الإبداع،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات