خويا سمير عولة زيت الزيتون و التمر و دقيق البسيسة شتاء و الزميطة صيفا و بينهما درع جزء من عاداتي كتونسي .اصبحتُ اقتنيها الآن بالشوية بالشوية .
اتصور ان جزء كبيرا من التونسيين عاشوا و تربوا و يتصرفون وفق هذه العادات الغذائية التي ترشد بشكل كبير العادات الاستهلاكية للمطبخ التونسي و لو فكرنا في ترميم القدرة الشرائية للمواطن في هذه المواد الوطنية لأغنتنا عن الاستيراد في مواد اخرى .
لا اصنف طبعا السواك و الحرقوص ضمن مقترحاتي و لكنني اقدر ان السياسي و رجل الدولة يجب ان تكون لديه قدرات عالم الاجتماع و معارف المدرك لمقومات الاقتصاد الاهلي في سياق رؤية في "نقد الاقتصاد السياسي" للسوق المعولمة .
هناك عدد كبير من الحقائق البسيطة التي يضحك منها ادعياء "الطز حكمة" لانها تبدو "شعبوية" ..أولها أن الشعوب اليوم يمكن ان تفكر في تحرر وطني شامل حين تستعيد اقتصادها الاهلي و مطبخها الذي لا تدخله إلا بضائع مما زرع في ارض الوطن و قماش لباسها المنسوج في نولها الوطني و مصانع دوائها التي تعمل بكفاءات علمائنا الصيادلة و اعشاب جبالنا في مخابر متطورة .
يصعب ان نرتب الوعي بمثل هذه "الحقائق" فقد اصبحت هناك بداهات اخرى رسخوها في عقولكم "الانتقالية الديمقراطية" ...أن نكون مطمورة للآخرين يأخذون منها غذاءهم و سوقا يبيعون فيه شكلاطتهم لتبقى قناعتنا اننا لا نكون إلا اقتصاد "خدمات" .
شعبويون نحن مادام "اليقين" و "التخطيط" عندهم …و في مؤسساتهم المالية الاستعمارية …حتى الافكار الصحيحة يفسدها ادعياء الناطقين باسمها حين تتفكهون على قصة الحرقوص و السواك …