توضيح باش نبعدو على المزايدات الفارغة: التجاوز لا يعني نفي الآخر أو استئصاله، بل يعني فقط تحجيم وزنه الانتخابي وقوته النوعية من جهة أولى ، والتفكير من خارج منطقه السياسي من جهة ثانية.
اذا باش نحاولوا نفهموا الإرهاب التكفيري بربطو بصورة رعوانية ومأدلجة بالمساجد وإلا بالتدين بصفة عامة(يعني اذا يولي الإسلام الوهابي في الصيغة الإرهابية هو " الإسلام الكل") ، وقتها يكون من حقنا نربطو إرهاب الدولة بالناس اللي ما تصليش وما عندها حتى علاقة بالدين غير علاقة الصدفة (اللي يسميها حمة الهمامي" الإسلام الحضاري")،
لأنو البهيم (حاشاكم) اللي مصر على انو ثمة علاقة آلية وضرورية بين التدين في المطلق والارهاب، ما ينجمش يلوم الناس وقت تفترض(اعتباطا ومن باب المعاملة بالمثل) انو ثمة علاقة ضرورية بين ارهاب الدولة واليسار والعايلة الديمقراطية الكل ، وانو ثمة علاقة ضرورية بين الاستبداد والحداثة بجميع أشكالها في بلاد النمط ، وانو ثمة علاقة مشبوهة بين وزارة الداخلية وبين الناس اللي يدّعوا انهم خبراء ومثقفين واعلاميين وحقوقيون وهوما اساسا-حسب منطقهم ومواقفهم- مجرد ملحق وظيفي يؤدي دور البوليس السياسي لكن من غير صفة رسمية .
مشكلة تونس هي حاشاكم في ها البهايم اللي ينساو إنو نسبة التجنيد متاع الارهابيين انطلاقا من المساجد هي حسب إحصائيات علمية أقل من 10%، وينساو إنو تكوين الإرهابي هو اساسا من الفضائيات والمواقع الإلكترونية موش من المساجد، وينساو اخيرا، إنو أغلب المتدينين ما عندهم حتى علاقة بالإرهاب التفكيري، كيف ما أغلب اللي موش متدينين ما عندهم حتى علاقة والاستبداد وإرهاب الدولة( وكيف ما النقابات الأمنية ما عندها حتى علاقة بالأمن الجمهوري وبحقوق الانسان والثورة.)
والمشكل الاكبر في تونس (واللي هي ورا الاحتقان الاجتماعي والمزايدات الفارغة بين الإسلاميين واليساريين اساسا )هي حسب تقديري المتواضع هاذي: القيادات النهضوية اللي رفضت اي مراجعة وإلا اي نقد ذاتي لخياراتها الكارثية على أولادها والمتعاطفين معاها قبل غيرهم ،
يعني النهضة ما كانش عندها الجرأة الأخلاقية والسياسية انها تطالب اليسار (واغلب القوى اللي تسمي روحها" ديمقراطية") بتحمل مسؤولياتهم في بناء النظام الاستبدادي متاع بن علي ، ومكانتش قادرة(بحكم رغبتها في التطبيع مع ورثة المنظومة الشيو-تجمعية) انها تحاسب اليسار الوظيفي (اللي كان في اغلبو ومازال مجرد كلب حراسة وإلا طابور خامس للبرجوازية العليا( لأنو قيادات النهضة قبلوا انهم يلعب الدور نفسو ويولوا مجرد إسلام وظيفي في خدمة المنظومة المالية-الجهوية-الامنية اللي تحكم توا وقبل الثورة.