مملكة الشر العربي ..

Photo

لم تتوقف العائلة "السعودية" منذ عقود عن ايلام الجسم العربي المُحاصر بالمؤامرات .و كانت باستمرار في كل ممارساتها السياسية ذراعا مشبوها لخطط الغرب الاستعماري المتصهين في مواجهة كل مشاريع التحرر العربي و الاسلامي بتياراتها المختلفة .

أواخر الخمسينات و بداية الستينات كان آل سعود في مواجهة ثورة التحرر اليمني من الملكية الفاسدة و دعم مال النفط السعودي الثورة المضادة و الغريب أنها وقفت حينها في صف " حوثيين" تواجه أحفادهم اليوم .حرب اليمن في الستينات كانت أوضح صورة لمواجهة المد الثوري التحرري الذي أطلقه أوائل الخمسينات شباب الضباط العرب الأحرار في الجيوش العربية الخارجة من نكبة 48 التي كان سببها الرئيسي فساد النظم الملكية البائدة .

تواصل تآمر السعودية قائدة الرجعية العربية على الزعيم عبدالناصر و في أواسط الستينات كانت فكرة انشاء "المؤتمر الاسلامي" التي ابتدعتها المملكة بتفاهم مع "شاه ايران", البهلوي الصفوي, و ملك الأردن في محاولة قذرة لإحياء "حلف بغداد المقبور" و لمحاصرة فكرة الجامعة العربية التي هيمن عليها المد القومي الوطني بزعامة عبدالناصر و عموم الضباط المنقلبين على الملكيات و النظم البائدة في العراق و اليمن و سوريا و السودان و في سياق الانتصار المظفر للثورة الجزائرية .

و في نفس السياق ستكون جدة و الرياض عواصم التحريض على النظم الثورية اثر لجوء الاخوان المسلمين القادمين من اقطارهم بعد انكسار العلاقة بين الاسلاميين و القوميين لتتجه "الفكرة الاسلامية" (سليلة الاصلاحية مع محمد عبدة و الافغاني و رشيد رضا و حتى حسن البنا) الى "السعودة والوهبنة الشريعية المسلفنة" .

بعد حرب اكتوبر و اثر موقف مفاجئ للملك فيصل أربك الأمريكان سوف يغيب الملك في ظروف غامضة لتستعيد "الاسرة" دورها في كسر الظهر العربي .

و مع انتصار الثورة الاسلامية و مرارة الخيبة العربية بعد معاهدة كامب ديفيد و خروج مصر من جبهة المواجهة أدخلت السعودية العراق في حرب مدمرة مع جاره الايراني .

و في سياقات الغزو الصهيوني لبيروت و الخروج الموجع للمقاومة الفلسطينية من لبنان تأتي مبادرة فهد ابن عبدالعزيز في قمة "فاس" التي سميناها في شعاراتنا الطلابية و التلمذية أوائل الثمانينات "قمة فاس الخيانة و الافلاس" لخذلان المقاومة و الدفع الى التطبيع مع الصهاينة من "أهل الكتاب" في الوقت الذي تُصرف فيه أموال النفط لإسناد "المجاهدين" في أفغانستان لمقاومة "الغزو السوفياتي الملحد".

أواخر الثمانينات تستغل "سيدة ممالك الخليج"وقوع صدام في الفخ الامريكي لغزو الكويت لتحشد الاستعمار الغربي في خليج العرب و كان ما نعرفه جميعا بين التسعينات حتى الألفين من حصار العراق و احتلال بغداد و بينهما فرض اتفاقات أوسلو .كل ذلك بمواصلة اتهام الفرس و الروس و غيرهم بأنهم المسؤولون عن الكوارث في المنطقة.

أوائل الألفين و بعد تحرير المقاومة لجنوب لبنان تأتي مبادرة عبدالله التي كتبها الصحفي الامريكي المتصهين لتعطي بالسياسة لإسرائيل ما لم تقدر على أخذه بالقتال .

و في خضم التألق العظيم للمقاومة على امتداد العشرية الأولى من الألفين واصلت السعودية تخريب مسارات و امكانات اعادة الترتيب الجيوستراتيجي للمنطقة في مواجهة الهيمنة الأمريكية و كلنا نتذكر مواقفها من تركيا "السنية" نفسها اوائل الالفين و من حماس السنية و دعنا من مواقفها من ايران و حزب الله "الشيعة ".

أما الأحداث الراهنة و دور المملكة في سوريا و اليمن فأنتم تتابعون .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات