7 نوفمبر وإعادة ترتيب البيت الداخلي

Photo

في البداية ,كان إنسحاب فرنسا من تونس والمغرب ,لكي تركز إهتمامها لمواجهة الثورة الجزائرية,فكان أخف الاضرار بالنسبة لها تسليم مفاتيح البيت الى الاطراف المحلية الاقل عداءا لها ...والأكثر تعاونا معها.

وهكذا كان بورقيبة, وبداية الاساطير ,"المجاهد الاكبر " ,"باني الدولة والأمة" , إلا أن الحقيقة كانت غيرذلك , دكتاتورية بائسة ," كلاسيكية" من العالم الثالث.

سأعفيكم من الحديث طويلا عن النرجسية المفرطة التي ارتبطت بالشخص ,عبادة الاشخاص القروسطية والظلامية,المحاكما ت السياسية التي طالت كل العائلات السياسية والفكرية بالبلاد ......بمن فيهم رفاقة ,بن صالح ,ومزالي مثلا .....وعن إطلاق النار ضد المتظاهرين المسالمين,وطبعا عن الاخفاقات الاقتصادية .....ومهازل تسمية الوزراء صباحا وعزلهم مساء.

باختصار شديد اصبح بورقيبة خطرا على البلاد وعلى بلدان الجوار ...فكا ن7 نوفمبر 1987 ....الاقالة المهينة ,والإقامة الجبرية ,شفرة لإخفاء كلمة سجن ,وسط تخلي حزبه ومنتسبي حزبه عليه ....

وهذا الذي يريد البعض نسيانه ,أو بالأحرى تناسيه..

شرعت إذا أبواب السجن فجأة ,لكن في تلك اللحظة التاريخية الحازمة,لم ينتبه أحد الى الشخصية الحقيقية لمن أوهمنا أن الابواب فتحت حقيقة ....لأنها في الحقيقة لم تكن تفضي الى الحرية المنشودة...بل الى سجن أكثر حقارة وبؤسا.

بعد فترة قصيرة ,اكتشف الشعب التونسي ,أنه كان ضحية عملية إعادة ترتيب البيت التونسي من جديد ليس إلا ,قامت بها المنظومة القديمة بالتعاون مع إيطاليا ونظام الوزير الاول في تلك الفترة "بتينو كراكسي ", نيابة عن الغرب بأسره تم التخلص على إثرها من بورقيبة لأنه أضحى خطرا على مصالح المتنفذين ببلادنا المحليين والدوليين ,بسبب عجزه بدنيا وعقليا على المسك بأمور البلاد.

البقية "البنعلية " معروفة ....الدكتاتورية , الفساد ,النهب ...الى أن أصبحت تونس تصنف ك "ناركوـ دولة " ,اي منتجة ومصدرة للمخدرات..

سقطت المنظومة القديمة بعد 14 جانفي 2011 ,إلا ان نتيجة عدة أخطاء فادحة ,مضافة الى كم هائل من "السذاجة " السياسية " تمكنت من الرجوع مرة أخرى ,بدعم خليجي واضح وتواطؤ اطراف غربية معروفة .

اود الاشارة أخيرا , ان المناضل جيلبير نقاش عندما صرح في شهادته امام "هيئة الحقيقة والكرامة " ان الاستقلال "مجرد تونسة للاستعمار " كان محقا ,إذ في المحصلة التاريخية, مارس 1956 كان الاستقلال شكليا,فالشعب الحقيقي وليس الافتراضي الذي تخاطبه بروبغندا سخيفة ,لم يحصل فعليا على سيادته ,و تباعا منطقيا ,على حريته وخاصة على كرامته …

20 وبناء عليه ,إعتقادي جازم أن :

الاستقلال الثاني والاهم لن يتحقق إلا عندما سيفرض شعبنا ديمقراطية اجتماعية وسياسية حقيقية والسبيل الوحيد والأوحد هو النضال السلمي المستمر .....لكن الجدي والذي لا يساوم…

في انتظار ذلك مقولة جيلبير نقاش مازالت قائمة ....

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات