البلاكة الجميلة التي دشنها رئيس الحكومة في مصنع الحديد بالسبيخة تتضمن إهانة للدولة "التونيسية"، كما كتبت، وليس الدولة التونسية كما تعلمناها،
ولا أرى أي ذنب لمن نحت الرخامة، فهو ضحية ترجمات أفلام أم بي سي أكشن مثلنا وقرأت أن شاعر شهيرا يكتب قصائد فيها "‘إليكي وعنكي وأنتي"، وكل ما في الأمر هو أن ثقافة الدولة الوطنية تفضل منذ أعوام الثمانين استيراد المسلسلات المترجمة الغبية على الاستثمار في الإنتاج بمقاييس وطنية،
وقريبا، يأتي الأتراك لكي يصنعوا لنا برامج ترفيهية يتولى أشقاؤنا اللبنانيون ترجمتها على طريقة "التونيسية"، آش يهمها فيها ؟ هل مات لهم أحد لأجل تحريرها أو كرامتها ؟
طالما أرادت الدولة ذلك، فلها ما تستحق،
حرفاء الوقاعة العصرية ومتسولو الإعجاب: احتياطي غير محدود من الغباء
يكون الرجل صديقي يحظى باحترامي إلى أن أقرأ له أنه أصبح ضحية تلك التطبيقات الإعلامية الخادعة من نوع: "ماذا سيحمل لك الأب نوال في العام الجديد ؟، ماذا ستصبح في عام 2018 ؟ حسب ملامح وجهك، إلى أي مجتمع تنتمي ؟"
وخزعبلات أخرى كثيرة أقل إثارة لاهتمام العاقل من الوقاعة التي كانت في سنوات الثمانين تخرج لك كبة شعر من بطنك بخيط، لتوهمك أن كل خيباتك سببها أنك ضحية سحر. هي لا تحتاج إلا إلى احتياطي الغباء المسبق وغير المحدود، لكي تخرج ديناصورا من بطنك، سوف تصدق.
أنت لا تقدر على مقاومة إغراء الشعوذة في برمجية غبية صممها مراهق هندي بثمن أكل بطنه، مستغلا الغباء البشري العام الذي هو أكبر من حدود الكون، فكيف تتوقع مني أن أصدق أنك سوف تناقش سياسيا محتالا لا برامج له إلا الشعوذة والأشياء التي لا تصدق ؟ أنك ستقاوم ضعفك التاريخي إزاء إغراء الغيب والشعوذة والوعود الزائفة ؟
مشاعر الإحباط والصدمة، تشمل أيضا هؤلاء الذين يطالبوننا إلى حد التوسل بأن نضع لهم علامة إعجاب، أيا كانت الوسائل، ويهددوننا بالمحو من قائمة أصدقائهم إذا لم نفعل، ألم تفكروا في كتابة شيئ يستحق الاهتمام، فنحن أحق بمحوكم،