بعد كل حادثة عنفية مسلحة تستهدف البلد ، تنتصب مجالس الإرهابجية على المقاهي الإعلامية بلون واحد أحد . تؤثثها نفس الوجوه الكريهة المستهلكة من أهل الخبرة المزعومين و النقابيين المعزولين وبعض السياسيين الفاشلين و حتى الأكاديميين المتصابين ، ليصبوا جام قاذوراتهم على الثورة والثائرين ، و يحملونها و إياهم وزر ما وصلت إليه الأوضاع و ما إنتهت إليه خالتهم مباركة و الآخرين . نباح و عويل و بكاء و لطم ، و هلم جرا من التلفيق و التركيب و التزييف و الكذب .
ما إن تستكمل عملية قصف العقول الممنهجة أهدافها بشحنها بما تيسر من الخزعبلات ، يعود الإعلام شيئا فشيئا إلى تشريك بعض الجادين من ذوي العقول المختلفة في مجالسهم مع المحافظة على عدم التوزان في الحضور و تعمد التشويش كلما نضجت فكرة أو تقدم المحاور المختلف في طروحاته ، على الرغم من أن إحتمال تأثيره على الرأي العام ضئيلة بالنظر إلى عملية القصف الممنهج والشحن المنسق و التوجيه المركز الذي تم والعقول لازالت تحت وقع و تأثير الصدمة.
بذلك تنشأ لدى العامة حالة من الذعر و الخوف ، يختلط فيها عدم الفهم بالحيرة مما و على ما وصلت إليه الأوضاع ، و تترسخ في لاوعيهم الباطن إرهابوفوبيا مفتعلة و مصنعة بحنكة داخل المخابر المغلقة لصناع الشر : مخططين و منفذين و مستثمرين .
إرهابجية قادرون على قيادة الناس إلى ما يكرهون وهم يضحكون و يلعبون ، وإرهابوفوبيا ضرورية للإنقضاض على المصائر و تأتي أكلها كل حين و قد أثبتت التجربة أنها فعلا كذلك ، خاصة في غياب بديل جاد وقوي قادر على فك الشيفرات التي يعمل بها ولفائدتها الإرهابجية ومن ثمة فضحها وتعريتهم جميعا .
اليوم أفتتحت مرحلة جديدة من تزييف الوعي تنخرط فيها السلطات الثلاث حسب الرواية "المدردرة" في نكاح الإرهاب وهي المنوط في عهدتها والمخولة حسب ذات الرواية لمقارعة جهاد النكاح .
وتأسيسا على ما تقدم ، تحتاج المؤائد المذكورة إلى نكاحولوجيين ، وفي إنتظار ذلك ، قافلة القطع مع الرداءة لم تزل تتعثر في غياب البديل الجاد المتسلح بالأدوات اللازمة.