مسألة تهويد القدس أو إعلانها عاصمة الكيان الصهيوني، متعلقة بمسألة واحدة: اعتقاد الحكام العرب أن بقاءهم الأبدي في السلطة مرتبط بمدى رضا موظف صغير في الخارجية الأمريكية أو المخابرات عنهم،
يعرفون أيضا أن دونالد ترمب لا يميز وجه أحد منهم عن الآخر، كلهم "زنوس" في نظره، يقيسهم بدرجة الولاء لمزاج أسوإ موظفيه، الآن، انضاف معطى جديد لشروط بقاء الحاكم العربي في موقعه: نيل رضا المخابرات الإسرائيلية،
المعطى الوحيد الخارج عن السيطرة، هو استعداد الشعب الفلسطيني لتقديم التضحية، أما شعوب العالم العربي، فهي مشغولة بقنواتها التلفزية المزيفة وحروبها العقائدية المفتعلة، من يعجز عن احترام دوره في الضوء الأحمر لا يمكن أن يوهمنا بحبه للقدس، 10 بالمائة من الشعوب العربية تحتكر الثروة، ترمي زبالتها وفضلاتها من نوافذ سيارتها الفاخرة لكي يعيش عليها بقية الشعب،
ترمب ليس إلا شخصا أحمقا متهورا، وقد اتخذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بناء على وعود قديمة للأنجيليين الأمريكيين، لكنه على حمقه استشار خبراء الدولة الأمريكية وعرف منهم أن الرد العربي لن يتجاوز فلكلور التنديد وحرق العلم الأمريكي في بعض الساحات وهو ما يحدث كثيرا في أمريكا نفسها،
وأن الحكام العرب قد انخرطوا في اللعبة الوحيدة التي يتقنونها: البقاء في الحكم ولو تطلب ذلك التضحية بكل الشعب العربي، المهم أن تحميهم أمريكا من المحاسبة بخصوص تزييف الإنتخابات وانتهاك حقوق الإنسان ونهب ثروات شعوبهم، وأن تسمح لزوجاتهم وعشيقاتهم بالتسوق في باريس والعطلة في الريفييرا الفرنسية صيفا والإقامة في جبال الألب شتاء، وحق تعيين أبنائهم في خلفا لهم، لا غير،