يريد السوري ،السوري حقاً، مهما كان أصله وفصله،حياة حرة كريمة سعيدة ،وعيش بلا خوف وبلا جوع ، حياة بلا قتل وخطف و تصفية ،حياة ينظر فيها الى السماء فلا يرى الا الطيور المهاجرة ،أو عصافير الدوري وليس طائرة تحمل له الموت والدمار.
أن يعود إلى أرضه دون أي اعتداء عليه من أحد ، لا يريد لأحد أن يتسلط عليه ويحدد له طريقة عيشه،يريد جيشا يدافع عن سيادته على أرضه و شرطة تحقق له طريقة فك المنازعات ،وقضاء يضمن له الحق،وأجهزة أمن لا علاقة لها بشؤون الناس اليومية، يريد انتاج سلطة تحفظ الإختلاف الذي يثري الحياة بلا تعصب ديني وقومي وطائفي ومناطقي،
يريد ببساطة دولة .بكلمات قليلة، الحرية ،الحق،الكرامة، الأمن، اللقمة.هذا ما يريده السوري .وحده متبلد العواطف ،سادي النفس،المعاق عقلياً واجتماعيا ،والقاصر أخلاقياً من يرفض ذلك.
هذا الجواب عن سؤال ماذا يريد السوري يجب أن يكون هو اساس الحل وأساس الخروج من لعبة الأمم.
في إطار هذا الوضوح لما يريد السوري تتكون إرادة المجتمع الكلية التي بإمكانها الإنتصار على أية قوة مناقضة لإرادته. سواء كانت قوة داخلية أو قوة خارجية.
هذا هو المستقبل الذي يليق بحجم الدماء التي سالت ،وحجم العذابات التي عيشت ،وانهار الدمع التي جرت ، أن تكون سوريا الجديدة سورية المستقبل هي الإرادة الحرة بكل صفاتها السابقة الذكر.
بل أقول لكم إن دفن الأحقاد وتجاوزها، وبناء أساس للعيش المشترك ،مستحيل دون سوريا الجديدة التي رسمنا ملامحها. ودون عقد إجتماعي جديد يقوم عليها.