يفترض أن تكون الاحزاب السياسية بمثابة مدارس لترسيخ الممارسة الديمقراطية، فالدينقراطية لا تستقيم إلا بوجود أحزاب قادرة على إعطاء ديناميكية حقيقية للمشهد السياسي وترسيخ تعددية حقيقية مبنية على تنافس البرامج لا تنافس الكره و المراكز .
الاحزاب الوطنية الحقيقية تكون حريصة على الحضور في عمق المجتمع و على مواكبة تحولاته، وعلى إعداد وتكوين و تأطير النخب التي ستتحمل المسؤولية.
ليست الدولة هي الوحيدة المسؤولة عن التغيير أو الإصلاح، بل هي مسؤولية مختلف الفاعلين، ولا تقوم الديمقراطية إلا بأحزاب قوية.
أمام المشهد الحالي في تونس فهشاشة الاحزاب السياسية على الساحة تجعلها غير قادرة على اقتراح الحلول ومواكبة السياسات العامة ومراقبتها، وإعداد نخب على قدر من الكفاءة والمسؤولية والنزاهة وتنظيمهم والسعي إلى تحقيق مصالحة بين المواطن من جهة والسياسة والشأن العام من جهة أخرى.
أحزاب غير ديمقراطية همها الكراسي و النفوذ و إرضاء مموليهم في الداخل و في الخارج. فلا يستطيعون الصمود عند الهزات .
من سيحمي الديمقراطية في ظل هذه الاحزاب التي لا عمق شعبي لها و في ظل نفور التونسيين من السياسة و العزوف عن الانتخاب ( 3% في الانتخابات بألمانيا).