قوام القراءة السياسية في العالم المعاصر

Photo

في القراءة السياسة والمتغيرات السياسية في العالم المعاصر يستند الكثير من النخبة في تقسيم وشرح النظام العالمي على ثلاثة نماذج مرتكزات علّنا ننجح في شرحها.

بدرجة اولى نموذج العالم الواحد المنسجم، وهو ما يعدّه فكرة رومانسية أفرزها التفاؤل بعد انتهاء الحرب الباردة، ونجد في الكلام هنا نقداً مضمراً لأطروحة فوكوياما المتفائلة والمطمئنّة حول نهاية التاريخ.

ثانيا نموذج العالمين، وهو نموذج يستند مرة إلى تقسيم ثقافي (شرق/غرب)، ومرة إلى تقسيم اقتصادي (شمال غني/جنوب فقير)، لكنه تقسيم غير قابل للتحديد السياسي أو العلمي.

ثالثا نموذج العالم الفوضى، عالم الانقسامات المرتكزة إلى ما دون وما فوق الدولة، وهو ما يلاحظه في صعود المؤسسات الدولية العابرة للقارات والمتجاوزة للسيادة الوطنية من جهة أولى، وصعود الجماعات الجهادية والمتطرفة التي لا تعترف بالدول القائمة من جهة ثانية. لكن هذا النموذج لا يمكن البناء عليه أيضاً لافتقاده الوضوح والكليّة، وقصوره عن أن يكون نموذجاً هادياً في السياسة الدولية.

لقراءة الصراعات السياسية حول العالم ووضع المخططات الضرورية للتعامل معها على أساس النموذج المجرد الهادي للسياسة.

يمكن ان يكون النموذج الحضاري الذي يقوم على تقسيم العالم إلى عدة حضارات رئيسة، تكون الثقافة فيها (الدين بشكل أساسي) هي الأساس البنيوي للتحليل المقسم إلى حضارات، تشكّل خطوط التقسيم الثقافية بين تلك الحضارات مفاصل الصراعات الأبرز والأخطر بين الجماعات والدول المختلفة الثقافة.

إن النظر إلى العالم باعتباره سبع حضارات أو ثمانية يجعلنا نتجنب الكثير من الصعاب، ولا يضحي بالحقيقة لحساب الاقتصاد الشديد كما هي الحال في نموذج عالم واحد أو عالمين، إلا أنه لا يضحي بالاقتصاد الشديد من أجل الحقيقة كما هي الحال في نموذج الدولة أو نموذج الفوضى.

ان النماذج الواضحة أو الضمنية ضرورية لكي نكون قادرين على الترتيب والتعميم بشأن الواقع و فهم العلاقات السببية بين الظواهر. من الضروري التمييز بين المهم وغير المهم.

نختم فنقول سادتي ، لا تفاضل بين البنى والنماذج العلمية في التاريخ، وذلك في إشارة إلى نسبية تلك النماذج بالقياس إلى «الحقيقة»، حيث إن لكل نموذج علمي حقائقه وتفاسيره المقبولة التي تجيب عن الأسئلة المطروحة فيه من الداخل، فنظام بطليموس لا يختلف عن نظام كوبرنيكوس أو نظام نيوتن بالنسبة لمعاصريه، من حيث إنه يجيب على الأسئلة التي طرحها على نفسه، في عصره.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات