قالها سارتر منذ القرن التاسع عشر"الوجود يسبق المعنى"اي أن الإنسان حر حرية مطلقة و كاملة في إتخاذ قراراته و صياغة مواقفه الخاصة حسب معتقداته و قناعاته بدون أي إكراهات أو إملاءات يعني ماهيته هي نتاج خياراته.
جاء هذا الفكر الفلسفي في ظرفية زمنية خانقة عاشتها الإنسانية إذ وجدت نفسها مجبرة على الإقتراع بين الوجود و العدم و تقارع الفلاسفة بين مؤيد و معارض لهذا الفكر الوجودي الداحض للعدمية .
في عصرنا االحالي,إنقسم الشباب في جميع أقطاب العالم إلى قسمين :مجموعة تدين بدين الوجودية التي تقوم على فكرة الجمع بين الوعي و الإرادة الحرة و المسؤولية الشخصية قصد بناء المعنى الخاص بهم ضمن عالم لا يملك أي معنى أما القسم الأخر نجد مجموعة تحمل لواء العدمية يعني ليس هناك معنى جوهري في الكون و لن تفيدهم أي محاولة لبناء معنى منطقي و كل القيم ليس لها اي صحة نجدها مجموعة غارقة في الشك الجذري و الإحباط و لا وجود لهم لأي شيء معلوم او يقيني.
عندما يسقط الوعي فريسة لعالم غريب إختلت فيه جميع الموازين و إهتزت أسسه تكون هذه نتيجته .حسب رأيي المتواضع كل إنسان يجب أي يكون قادرا على تحويل الموقف الذي يجد نفسه رهينا له بإختياراته و أن تكون إستجابته رهينة لتقييم واقعي للموقف .
متى سيستفيق الإنسان و ينزع نحو الإنسانية كهدف مشترك و يحمل إستجابة تتماشى مع تحديات العصر فالوجودية ستبقى فلسفة الموقف و رحلة لإكتشاف الحقيقة الإنسانية مسلحة بالحرية التي تمتد مع الوجود
.في الختام فلنسأل أنفسنا مع أي مجموعة نحن؟