في مثل هذه السياقات تُصنع الزعامات

Photo

ما يتعرّض له نائب الشعب ياسين العياري خطيئة يتحمّلها من خطّٰط لها وأمر بها، ومن رضي بتنفيذها باسم الدولة ومؤسساتها.

وهي فضيحة لا تكاد تستثني أحدا، وأوّل المؤسسات المعنية : مؤسسة القضاء العدلي والإداري ( القضاء العسكري في القضايا المدنيّة؟؟!!)، ومجلس النواب ونوابه ( ياسين العياري زميلهم المنتخب انتخابا ديمقراطيّٰا.)

لا نحتاج إلى سؤال: من وراء هذا؟ وإنّٰما السؤال: لماذا هذا؟

هم يعرفون أنّٰ دخول ياسين البرلمان سيمثّل إضافة نائب واحد إلى "صفّ المعارضة"، وقد بقي من الدورة النيابية الحاليّة أقل من عامين. فلا العدد ولا الزمن يحتملان إمكانية تهديد ميزان القوى في مجلس النواب، رغم ما برهن عليه ياسين من قدرات نوعيّة تكاد تقطع حتى مع صورته السابقة والتي اجتهد الإعلام المأجور في التذكير بها للتشويش على المعنى الجديد .

إذا لماذا كلّ هذا ؟

ما حدث في ألمانيا، رغم المقاطعة الساحقة 95%، له عدّة رسائل:

- فرض انتخابات حرة ديمقراطيّة وشفافة، وهذا أهم مستويات انتصار الديمقراطيّة، وهو قبل انتصار زيد أو عمرو. وهذا انتصار الاختيار الحر والشفاف معنى مهم ومؤثر ندخل به إلى الانتخابات البلدية، رغم المقاطعة الواسعة المنتظرة.

- طرح المسألة الحزبيّة من خلال واقع الأحزاب في الحكم والمعارضة وأزمة الانتظام السياسي .

- الرسالة الأهم وهي أنّٰ جيل الشباب يطرق بقوّة باب المستقبل: معنيان/مفتاح اهتدى إليهما ياسين وفريقه:

الأمل، وتونس تستحق ماخير. وسيكون "الأمل في بحث تونس عمّٰا خير" هو العنوان الأقرب إلى حقيقة ما نحن فيه وما نحتاجه.

والأخطر، عند غرماء ياسين، هو أنْ تكون "البروفة الألمانية" تعبيرا عن اتجاه شبابي عام في بداية انطلاقه، وقابل للتوسع الأفقي والتطوّر النوعي، فلا أقلّ من اعتراضه ومحاولة كسره.

لكنّ الوجه الآخر، لكل هذا الذي يحدث هو أنّٰهم بصدد المساهمة في نحت زعامة جديدة من حيث لا يعلمون، وكأنّ البلاد قد استهلكت كل زعاماتها.

هذه السياقات من التحدّٰي، مضافة إلى ما سبقها، لا تكون إلاّ المجال المناسب لصنع زعيم (حتى وإن كان هذا لا مفكّرا فيه عند الأشخاص المستهدفين.( والشعوب لا تختار، في الغالب، زعاماتها، لأنّها لا تتحكَّم بالسياقات التي تُصنع فيها الزعامات، رغم مساهمتها فيها…مسألة بالغة التعقيد.

ويبقى ما يُرتكب في حق ياسين والدستور والقضاء… والبلد، مدانا بكلّ المعاني ومواجهته دستوريّٰا واجبة وملحّة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات