حكومة محاصرة بشروط وإملاءات البنك الدولي من جهة وضغوط شعبية منتفضة ضد ذلك؛ كيف تراها تتصرف في مواجهة ذلك؟
* الإنتفاض المواطني الإجتماعي هذه الأيام ينتمي إلى ثقافة جانفي الإنتفاضات الإجتماعية التي تعد أبرز مكونات تراث المقاومة الإجتماعية في تونس. وهو الرد العملي على الأزلام والشبيحة الذي يشيطنون الإنتفاض الديسمبري ويصمونه ب "الفوضى الخلاقة والربيع العبري".
* شروط البنك الدولي )الذراع الإقتصادية للهيمنة الإمبريالية) أرفق بطشا مما تفعله الحكومة اليوم بعموم التونسيين. فالبنك الدولي يشترط "إصلاح المنظومة الأمنية والأداء الإعلامي وعدم المساس بحق التنظم المدني ومقاومة الفساد الإداري والإقتصادي" شروطا للقروض وللخوصصة. لكن الحكومة تشتغل دون هكذا شروط؛ وحتى الجعجعة الدعائية "مقاومة الفساد" التي أعلنها يوسف الشاهد (رضوخا لإملاءات البنك الدولي) هي مجرد دعاية لشخصه. فما يجري منذ أشهر هو مجرد تصفية حسابات مع رموز الفساد الطارىء دونما مساس برموز الفساد المكين المتمركز في مفاصل الدولة والإقتصاد والوزارات السيادية بل لعله يجري لفائدة رموزه.
* البنك الدولي بشروطه التي يفرضها برهن أنه يخشى ثقافة الانتفاض المواطني الإجتماعي الديسمبري أكثر من وكلائه المحليين الذين يحكمون بما دون شروط البنك الدولي؛ حكومة ورئاسة وبرلمان خاضعة إلى شروط عصابة السراق التي موّلت حملاتهم الإنتخابية وحولتهم إلى مجرد موظفين لديها. مما جعل المعارضة البرلمانية الأقلية بلا فاعلية رغم جذريتها…
* التونسيون لا يطلبون من الحكومة إنزال موائد من السماء وهم العارفون بحجم المديونية الثقيلة؛ التونسيون يطلبون شيئا وحيدا هو محاسبة المجرمين واللصوص. وهذا ما لم يحدث بعد…
* إنتفاض التونسيين من جوهر الدستور ومضامينه؛ وسلوك الدولة دوسٌ على الدستور…. حكومة تجرّم من "يسرق" خبزة وتنتصر لمن يسرق وطن.
لماذا فشلت تونس الثورة في دمقرطة الإقتصاد كما "نجحت" في دمقرطة الحياة السياسية؟
* تونس الثورة محاصرة بهجمة شرسة يقودها نظام رسمي عربي غارق في الفاشية. يصر على خنق زمن المواطنين العربي في المهد.
* تونس الثورة محاصرة بعولمة إقتصادية تفرض سيطرتها على كل شعوب العالم…
* المعركة صعبة لكن النصر ليس مستحيلا… يكفي الالتقاء حول مشترك وطني والتنافس على قاعدته عوضا عن التنافي المدمر….
* مشترك وطني نراه مدسترا في النصوص لكنه ليس محل إجماع بين فرقاء يتصارعون على قاعدة التنافي والإقصاء…
* هيمنة السفارات بوابتها الرئيسة الصراعات الهووية المدمرة بين نخب مغتربة عن مجتمعها الذي يخوض معركة إجتماعية سيادية.
* واجب الإطاحة بالاصطفافات الهووية؛ علمانجي في مواجهة خوانجي….
* واجب اصطفاف جديد يقوده أنصار العيش معا من مختلف المرجعيات على قاعدة مشترك وطني إجتماعي ديموقراطي لمواجهة كل أصحاب النزوع الفاشي….
* العيش معا على قاعدة مشترك وطني أو هي نهاية وطن….
كذاب وخائن من يزعم أن بيده لوحده الشفاء والدواء.