كيف نحمي الاتحاد العام التونسي للشغل ؟

Photo

" ربي احمني من أصدقائي أما أعدائي فـأنا كفيل بهم " ينسب هذا القول الى المسيح عليه السـلام ، وأحسب أنه ينسحب على الاتحاد العام التونسي للشغل الذي بنى العمال بالفكر والساعد مجـده بدمهم وعرقهم.

لقد يئس أعداء الاتحاد من النيل منه ولا يخشى عليه اليوم من أحد إلا ممن يدعون أنهم أبناؤه الأوفياء وأصدقاؤه الخلص الذين دأبوا على مسرحة وفائهم له والتعبير له بلغة باذخة عن شديد تعلقهم به.

بعض هؤلاء راكموا على هامشه كسبا ممنوعا فأخذوا من هذا وذاك وملؤوا جيوبهم وغازلوا هذه الشركة أو تلك وحصلوا منها على أعطيات وهبات وأحيانا رواتب تنزلق الى محافظهم تحت الطاولة وبعضهم وهو في ريش " الحرام " كما يقال أي مازال في خطواته الأولى في العمل النقابي شرع بعد في بذر نواتات لمشاريع يقوي بها دخله ويتساوى بريعها مع القطط السمان.

هذه حقائق يعرفها القاصي والداني ويرددها الناس في أكثر من مناسبة فضلا عن حديثهم عن سهرات مروية بماء الحياة يدفع ثمنها عملاء لهم مصالح مبرمجة للاتي القريب.

قد يقول البعض إن شيئا من هذا يحصل دائما ولا ضير فيه طالما لم تتسع رقعته ويعم شره ويستشري أمره. غير ان البلدان التي عثرت بعد عناء على إكسير, النمو كان أغلى ثمن دفعته مقابل ذلك استئصال الفساد وملاحقة الفاسدين.

وليس أكثر ايذاء لبلدنا من وجود رهط من الناس يهادنون الفساد ويدافعون عن رموزه ويبتلعون السنتهم حينما تدق ساعة فضحهم.

النقابيون الشرفاء الأحرار لا يبررون الفساد ولا يغضون أبصارهم عنه لا بذريعة الايديولوجيا ولا بحجة ما يكرر على أسماعنا من معجم رنان وطبل صداح بشعارات التقدمية والحداثة ووو ولا بعامل الصداقة ولا و …. ولا .

الاتحاد العام التونسي للشغل هذه الشجرة المباركة في تراب تونس يتعين حمايته من أصدقائه الألداء بمحاسبتهم بل يتعين بعث جهاز رقابة مستقل لا يستثني فى مراقبته أحدا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات