دروس 14 جانفي

Photo

في مثل هذا اليوم 14 جانفي 2011,إستنشقنا لاول مرة هواء نقيا,هواء الحرية والاستقلال الحقيقي إنتزعه شعبنا ضد أبشع إستعمار ,الاستعمار الداخلي ,لان الاستقلال دون حريات ,دون عدالة إجتماعية ,دون كرامة ... تدجيل وحديث خرافة …

لكن مع الايام , ,بدأ الهواء بالتلوث ,الى أن وصلنا الى هاته الوضعية الخانقة التي نتخبط فيها اليوم .
أتدرون لماذا ؟؟؟؟

لأننا كنا أغبياء ,نعم أغبياء ,وصدقنا المثال السخيف , , "قص الراس تنشف العروق" ,أي بالعربي الفصيح صدقنا أن بعد هروب بن علي ,الرأس" ,ستجف عروق المنظومة القديمة ,وستضمحل لوحدها..وهذا ما لم يحدث طبعا ,رغم التنبيه واعتراض قلة من الوطنيين خبرت التاريخ..والتي طالبت باتخاذ إجراءات وقائية لحماية شعبنا من خطر المنظومة الفاسدة والفاشية السابقة....

لم تجف عروق "الدابة الاثمة ",la bête immonde, كما أسماها رائد المسرح الملتزم الالماني برتولد بريشت ,ورجعت المنظومة القديمة الى السلطة بفضل...... قراءة خاطئة للأوضاع لدى البعض ,.....خيانة قطاع الطرق ......لكن أساسا بفضل أناس قالوا أنهم يمثلون "الحداثة" ,باعوا ضمائرم وشرفهم الى نظام ظلامي قروسطي ألا وهو نظام الامارات.

الشعوب تتعلم من أخطائها , فهم الدرس ,حفظ جيدا ونحت نحتا في الذهن ...ولن يحدث ذلك مستقبلا.....طبعا عبر المقاومة الديمقراطية والسلمية لكن القوية والحازمة ..فالعنف مرفوض ,كمبدأ أتخذ ,عن قناعة راسخة لا عن جبن ,لان العنف لا يؤدي إلا للخراب ,وله نتائج عكسية ,ولا يؤدي إلا ....لترسيخ أسس النظام المستبد ..

أخيرا أود أن أذكر بما قاله الشاعر العراقي العظيم السياب , الثورة كالنهر …تعترضه عوائق طبيعية كالجبال ,تجبره أحيانا على التراجع الى الخلف أن يتعرج ,لكن سيجد دائما منفذا وسيواصل طريقه الطبيعي نحو البحر .. ,فالنهر الى المرجع ,الى الخلف ,لا يعود …وكذلك الثورة…

يوم سعيد ….

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات