بشرى بنت أمها..

Photo

مما طلعت به لجنة بشرى وتوابعها، مقترح مضمونه أن للبنت أو للابن أن يحمل لقب أمهـ(ـا) عند الوصول إلى سن معينة، أو هكذا.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا، إن كان المقصود بهذا الاقتراح، هو تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، فهل من المساواة أن يعود لقب الأم إلى اسم رجل، أم أنها تقتضي أن يكون لقب الأم مؤنثا أي نسبة إلى أمها وجدتها، وهكذا دون أن يدخل في السلسلة اسم رجل؟

مثال تطبيقي أول:

حافظ قايد السبسي إن اختار لقب أمه حسب مقترح لجنة بشرى، يصبح اسمه حافظ فرحات، باعتبار أن فرحات هو لقب أمه شاذلية، وهو اسم مذكر، وهو ما لم يحقق حصول المساواة هنا إن عدنا في آخر المطاف إلى اسم رجل، وبالتالي حتى تكون المساواة حقيقية يجب أن يكون اسمه: حافظ بن شاذلية بنت حبيبة بنت بية، دون إيراد اسم ذكر تحقيقا للمساواة بين الأم والأب.

مثال تطبيقي ثان:

يوسف الشاهد، رئيس الحكومة، إن اختار لقب أمه يصبح اسمه حسب مقترح بشرى: يوسف الحداد، والحداد هو لقب أمه نائلة، وهو اسم رجل، وهو ما يعني عدم حصول مساواة، وبالتالي حتى تكون المساواة حقيقية يجب أن يكون اسمه على النحو التالي: يوسف بن نائلة بنت راضية بنت حبيبة، وهكذا.

وعلى أية حال، لا أعتقد أن لجنة بشرى وجميعتها تستطيع أن تفرض شيئا على الشعب التونسي، والاستفتاء الشعبي كفيل بأن يحسم الأمر. بمعنى أن مقترحها موضوع للسخرية أو هدفه لا يتعدى أن يكون محاولة لتحويل وجهة الرأي العام نحو القضايا الهووية، لعل ذلك يجمع حولهم جموعهم المنفضّة وقد قربت الانتخابات، أو هو تغطية على الفشل المدقع الذي تحقق على أيديهم، فضلا عن أنه محاولة لنسيان الوعود التي قدموها ولم ينجزوا منها شيئا. انتهى.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات