طلق ناري خلال خطاب ماكرون..

Photo

سنحت لي الفرصة لأتابع ماكرون على منبر مجلس النواب، وهو يلقي خطابه الذي شبهه توفيق بن بريك بنهج البلاغة، إلا أن تركيزي اتجه إلى متابعة التفاعلات الفورية للشعب التونسي الافتراضي، وكنت في الأثناء أسابق المشرف على الصفحة الرسمية لمجلس نواب الشعب الذي كان يسارع بمسح التعليقات التي كانت من وجهة نظر أعرافه غير لائقة، والتي كانت حقيقة طلقا ناريا ضد ماكرون والمجلس برئيسه وسائر أعضائه وآخرين من دونهم. وقد كتبت أغلب تلك التعليقات بأحرف عربية وكثيرا ما كانت بالدارجة التي استعملت في كتابتها أيضا الأحرف اللاتينية خاصة عندما يتضمن التعليق كلمات بذيئة، وأما اللغة الفرنسية فقد كانت قليلة الاستعمال، وكأن ذلك يعبر في حد ذاته عن موقف سياسي.

أولا- الطلق الناري ضد محمد الناصر:

كان رئيس المجلس الوحيد من بين الرؤساء الثلاثة من تعرض للتهجمات وحتى السب والشتم. وذلك يعود إلى ترؤسه للجلسة الممتازة وإلقائه كلمتين قبل ماكرون وبعده. وخلال كلمته الأولى نعته مالك بكونه "قواد فرانسا"، وأضاف في تعليق ثان "دمت تيييييت قفافا صباب ماء علي اليدين". وعندما نعت في كلمته زيارة ماكرون بالزيارة المباركة كتب مالك ساخرا "زياره مباركه ... زيد حط طلع البدر علينا".

وعندما تكلم عن العلاقة التاريخية بين البلدين كتب سليم "العلاقة التاريخية ظاهرة في عيونكم الزرقاء والصفراء كالبيض الفاسد يا أبناء تيييت". وعندما أشار إلى الدعم الفرنسي، قالت منجية "الطلبة بضخامة" وأضافت في تعليق ثان "متلوموش عليه. هاو يعمل بجد لطلب المساعدة. لأننا شعب كركار وسلطة فاسدة". في حين أشار آخرون إلى الفارق في السن بين الرئيس الفرنسي والسياسيين التونسيين ومن بينهم محمد الناصر، إذ كتبت آسيا " Un responsable tunisien trop vieux pour ce jeune français ". وفي نفس الاتجاه كتب الفزعي "ماكمش دايمين يا شياب والجيل القادم خير منكم بإذن الله". وعلق نجيب على مجمل الخطاب بكونه "Bla bla bla". وقال حمادي: "ملا ديسكور بولوتيك ركيك يسخف".

ثانيا- الطلق الناري ضد النواب:

اتجه النقد إلى الحضور المكثف في الجلسة الممتازة، بينما كان النواب يتغيبون على جلسات المجلس، فقد كتب رامي "اليوم النواب الكل حاضرين واستفاق عندهم الحس الوطني" وأضاف "عملاء" وكتب أسامة في نفس المعنى "النواب الكل حاضرين اليوم ... تبا لكم و الله تبا لكم" وعلق بلال بالقول "هؤلاء ليسوا نواب شعب بل نواب الإستعمار".

ووردت في التعليقات أسماء بعض النواب إذ علق حمادي عن حضور رضا شرف الدين قائلا "بش تفهمو الوضع ...رضا شرفدين صفر حضور اليوم مبدل ومزين وحاضر". وكتبت عبورة "قداكمش........ البارح المجلس فااااارغ الكراسي كل فارغين واليوم كل حاضرين يا جبناء مكرون جابكم بالسيف عليكم كي العادة غدوة بش يعاود يفرغ". وتذكر آخر إبراهيم القصاص قائلا "غيبتك يا براهيم القصاص هههههه". وكتب عماد "إن شاء الله يعطيو الكلمة لسامية عبو خلينا توجهلو أسئلة"، ورد عليه أحمد "تي حتي عبو بلعوطة". ولاحظ بلقاسم في ختام خطاب ماكرون "منجي الرحوي يصفق". وكتب أيمن "واقفين صفقوا وووووووووه عليكم وووووووووه"، وقال رامي "علاش تصفقو ياعملاء".

ثالث- الطلق المكثف ضد ماكرون:

باعتباره واسطة العقد، وقد استنتج رشدي بأنه: "هو المسؤل الاعلى إلي قال عليه السبسي". وتوجه إليه بلال منذ البداية قائلا "لا أهلا و لا سهلا برئيس فرنسا الإستعمارية". وقال أكثر من معلق: Dégage Macron. وسرعان ما حضر الملف التاريخي، وذكّر أكثر من معلق بتاريخ الاحتلال 1881، وطالب مراد باعتذار "يجب مطالبته بإعتذار إعتباري للفترة الإستعمارية بتونس". وكتب أحمد "قلك يعرف تاريخ تونس ههههههه". وعندما ذكر الصداقة بين البلدين، كتب كمال "الاستعمار من المستحيل يكون صديق" وكتب يحي " بل هوا استعمار واحتلال ليست صداقة متغلطش في التعبير".

أكثر من ذلك علق فتحي على زيارة ماكرون لمقبرة الشهداء "الذين قتلتهم فرنسا.... ليقول لهم مازلنا هنا حتى وأنتم أموات فرنسا تحكمكم". وتنهّد أحمد: "الله يرحم مصباح الجربوع والدغباجي" وطلبت فاطمة الزهرة الاعتذار عن اغتيال فرحات حشاد والهادي شاكر. وفي تعليق على عبارة التاريخ المشترك التي وردت على لسان ماكرون علق كمال "أكيد يقصد تاريخ الاجرام الفرنسي ضد شعبنا وثرواتنا"، رابطا بين "فرنسا الاستعمار والجرائم ضد البشرية" ناعتا "فرنسا العنصرية" " و"فرنسا قاتلة أجدادنا".

عندما تعرض ماكرون إلى اللغة الفرنسية قال وسام "جاء باش يفرض علينا اللغه الفرنسيه"، وكتب أحمد المرزوقي "اللغة الفرنسية ليس لها فايدة في العالم"، وكتب أحمد العبيدي "والله لا تصلح امشي اي بلاد في العالم ما يحكوش فرنسي كان تونس و شوية دول أفريقية". وكتب يحي مفاخرا "لغتنا العربية خير من لغتكم العنصرية يا ابن فرنسا العنصرية".

المحور الثالث يتعلق بالاقتصاد، إذ تساءل كمال "وينو بترولنا و ملحنا و فسفاطنا" وعلق على المساعدة الفرنسية قائلا "يتكلم عن مساعدات فرنسا لتونس الحقيقة تونس هي من تساعد فرنسا بثرواتها". وكتب محمد الهادي "الملح والفسفاط والبترول والغاز مراجعة العقود" وعلق صلاح حمدي " أين ملحنا و نفطنا اللذان تشتريهم دولتك بأسعار رمزية؟؟؟". وكتب الأسعد "لولا فرنسا لكانت تونس بخير بثرواتها" ورحب سامي بماكرون في سخرية " مرحبا بك ماكرون في بلدك تونس ...لدينا فسفاط بترول ملح بلوشي".

وكتبت سنية "تونس حرة مستقلة وكفاكم سرقة لنااا"، وكتب بلقاسم "كلام في كلام هكذا خبرنا الفرنسيين الذين ينهبون خيرات القارة الافريقية". ولخص أحمد الخطاب قائلا: "السرقة ثم السرقة هذا هو الملخص للخطاب". وعند انتهاء كلمته وجهت لماكرون كلمات نابية من ذلك ما كتبه أحمد المرزوقي "أولاد الفلاقة قلولك روح قود ماكرون". وتوجه إليه بلقاسم قائلا "الفار قال للقطوس أخطاني انت وإنشاء الله نموت".

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات