مفارقات وضع سياسي يدور في المفرغ

Photo

وجهة نظري السياسية ..

واهم من يتصور أن محروقي "القديمة" (أنصار بن علي العلنيون) سيستفيدون من وضع فشل ائتلاف الحكم القائم حاليا بين أحد أجنحة القديمة( النداء) و النهضة .

لكن المؤكد أن مراكز النفوذ التقليدية الداخلية و الخارجية تحقق و ستحقق بهذا الائتلاف ما لم تطمع في تحقيقه مع "المنظومة القديمة" في أشد لحظات قوتها قبل سقوطها .

البديل "المعارض" الموضوع كسيناريو ابتزاز و ضغط يبدو "أبشع" من الائتلاف الحالي و نقصد سيناريو مرزوق و جمعة و آفاق من حيث هو سيناريو التنافس على عرض نفس الخدمة لمراكز النفوذ أكثر من الائتلاف الحالي .(نسمي هذا البديل :المعارضة الابتزازية للائتلاف الحاكم ).

باقي القوى مجرد كسور وظيفية لا تبدو قادرة على التعبئة خطابا و ممارسة و رموزا في المعارك الانتخابية الساخنة التي سيكون الاقبال عليها محدودا وسط الجمهور الثابت للقواعد الانتخابية للأحزاب الرئيسية المذكورة اعلاه . (سنسمي هذه الكسور "معارضة الوهم الوظيفي"من حيث هي معارضة مجعولة للايحاء باستمرار "الأمل "في تواصل خطاب "ثورة غائمة" بلا تفاصيل في هذا الخطاب و لا استراتيجيا و لا تنظيمات و لا قادة في حجمها ).

حزبا الائتلاف الحاكم (نهضة و نداء) و "معارضتها الابتزازية" تُعتبر رئيسية بحكم مراهنة و دعم اللوبيات لها و اشتغال مراكز صنع القوى السياسية عليها مجتمعة لضمان ما يسمى بتدوير النخبة في "اللعبة الديمقراطية" (مفاهيم رئيسية في القاموس الديمقراطي ).

لهذه الاسباب يكون تزييفا للمشهد اعتبار الصراع الدائر حاليا هو صراع "ثورة" و "مضادة" أو "ديمقراطية" و "انقلاب" أو "جديد و "قديم".

فلنعتبره صراع "قوى" ضمن تفعيل "القديم" بصيغ جديدة أو تسويق مطلوب مراكز النفوذ التقليدية الداخلية و الخارجية بصيغ أخرى .(اعادة التخليق بلغة علم الاجتماع السياسي المعاصرالمشتق من المصطلح الابيستيمولوجي اعادة السبك في تاريخ العلم ).

اعتبار "المعارضة التي سميناها "معارضة الوهم الوظيفي " هي الخيار الثوري يبدو أيضا مبالغا فيه .اذ ان تأمل خطابات ورموز "الجبهة الشعبية" و "الحراك" و "التيار" و غيرها من عناوين كسور معارضة "المُركب السياسي الرئيسي" لا يجعلنا نقف على "سردية متكاملة" في "البديل الثوري الاستراتيجي" أو على "رمزيات بشرية" ممثلة لتصور "الثورة الوطنية الديمقراطية الناجزة" .

سنسمي الوضع اذن من وجهة نظرنا :"وضعية الفراغ الاستراتيجي" : لا عودة لقديم فج و لا ذهاب الى جديد ثوري شعبي مأمول .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات