النهضة والجبهة، حزبان يتباريان، الملعب تونسي والجمهور عالمي: لِنرى مَن هو "المْلاعْبِي" ومَن هو "الغَفّاصْ"؟
1. للنهضة منتدى ثقافي يستضيف وجوهًا يساريةً لِيحاضروا في فضائه بكل حرية، مثل سليم دولة وأم الزين بن شيخة (لم أذكر اسمي لأنني في نظر الجبهاويين يساري "مْذَرَّحْ"). في المقابل، سألتُ مرة واحد جبهاوي، دون تعميمٍ: لماذا لا تنظِّمون ندوات ثقافية؟ أجابني بكل وثوق: "نحن لاهْيينْ في رَصِّ الصفوف". قلتُ له في قلبي: "يا ...، رَصُّ الصفوفِ لن يأتي إلا مِن مِثلِ هذه الندواتِ".
2. النهضة رشّحت يهوديًّا تونسيًّا على رأس قائمة انتخابية في المنستير. علق بعض الجبهاويين: "النهضة تتقرب من اللوبيات الصهيونية"، والمفارقة أن اليسار كان دومًا ينادي بعدم الخلط بين الصهيونية واليهودية.
3. المواطن الذي نشر فيديو تعنيف الأطفال المتوحدين هو إسلامي وأظنه نهضاويًّا أو متعاطفًا. وفي المقابل لا يهتم الجبهاويون إلا سَلبًا بالمدارس القرآنية، والمفارقة أن جل اليسارييِّن من مواليد الخمسينيات والستينيات استفادوا لغويًّا في سن الفهم في المدرسة من الزاد اللغوي الذي اكتسبوه في الكُتّاب في سن الاستيعاب قبل دخول المدرسة (الكُتّاب يُسمّى في علوم التربية حمّامًا لغويًّا).
4. قناة فرانس 24 تحدثتْ عن برلمانيةٍ تونسيةٍ تطالبُ بتدريسِ التربيةِ الجنسيةِ في التعليم العمومي. البرلمانيةُ نهضاويةٌ وليست جبهاويةً.
5. حول المثليين التونسيين، قال الغنوشي: "لن نفتشَ في حياتهم الخاصة ولن نتجسسَ عليهم في بيوتِهم". في المقابل واحد جبهاوي، دون تعميمٍ، قال في نفس الموضوع: "المثليون شواذ ومرضى، يجب معاقبتهم بالعَزلِ أو السجن، كما فعل معهم قديمًا أب الشعوب الرفيق ستالين".
6. حول المساواة في الإرث: النهضة قالت: "وجهةُ نظرٍ فيها نظرٌ"، أما رئيس حزب جبهاوي فقال: "موش وقتو".
7. النهضة تربط العلاقات وتتبادل الزيارات مع الحزب الشيوعي الصيني، وحزب العمال مع الحزبِ الشيوعي الكيني.
خاتمة: أترك لكم حرية التحكيم: مَن هو "المْلاعْبِي" ومَن هو "الغَفّاصْ"؟
ملاحظةٌ منهجيةٌ: أنا لم أذهبْ لشيئٍ، لم أعمِّمْ، نشرتُ الخبرَ طازجًا عاريًا، وقصدًا لم أحلِّل ولم أقرأ في نوايا الطرفَينِ.
الإمضاء:
يساري "مْذَرَّحْ" وزيدوها "غَفّاصْ" إن شئتُم! هذا لا يمنَعُ أن الڨوش التونسية ڨوشة منذ نشأتِها في العشرينيات من القرن الماضي، وسوف تظلْ، ما لم عن أخطائها تتراجع ونفسَها تَسَلْ، أو سوف تتلاشى لا محالة، وفي يومٍ مَعلومٍ مشؤومٍ - لا قدّرَ الله - ستذهبُ ريحُها ثم تندثِرُ وتضمحلْ!