يوم 7 فيفري 2018 تلقّيت اتّصالا من رئاسة الجمهوريّة تحديدا المستشارة سعيدة ڨراش تُعلمني بدعوة سيادة الرّئيس لي للحضور إلى القصر الرّئاسيّ في أجل سيتمّ تحديده لاحقا.
يوم الثلاثاء 20 فيفري 2018 تلقّيت اتّصالا من والي تطاوين يُعلمني أنّه تمّ تحديد موعد الحضور إلى القصر الرّئاسيّ و الذي سيكون يوم الخميس 22 فيفري 2018 على الساعة 12:00.
في اليوم الموعود تحوّلت على السّاعة الثّالثة صباحاً من مقرّ إقامتي الحاليّة بمعتمديّة مطماطة الجديدة إلى تونس العاصمة لتلبية الدّعوة و قد تمّ استقبالي على السّاعة العاشرة من قبل الإدارة المركزيّة التّابعة للقصر الرّئاسي.
على السّاعة 12:00 اكتشفت أنّ اللّقاء لم يكن مع سيادة الرّئيس بل في مكتب المستشارة سعيدة ڨرّاش بحضور خير الدّين بن سلطانة المشرف على الدّائرة القانونيّة يُعلمانني أنّه لا سبيل إلى انتدابي في الوظيفة العموميّة و أنّ مَن وعدني بذلك سابقا لم يكن عارفا بالقانون و طلبا منّي أن "لا أفتح عليهم باب جهنّم" و أن أفكّر جيّدا بخصوص العمل في مؤسسة الاستثمار الخاصّة مع العلم أنني متحصّلة على الأستاذيّة في التّاريخ، و أن أحمد الله على كلّ ما قُدّم إليّ يقصدان المسكن الذي تعهّدت الدّولة ببنائه، و أن أهتمّ بتربية ابنتي و لا سبيل إلى "تكسيح رأسي"..
مع الإشارة إلى أنّ العمل بالمؤسسة المذكورة هو مُقتَرح السّيّد والي تطاوين "باجتهاد منه" رفضته سابقا لأنّه بعيد عن اختصاصي و لا أفهم سبب الإصرار عليه إلى اليوم.
أتساءل ما الجدوى من هذه الدّعوة؟ و ما الذي حدث حتّى يتغيّر الأمر ؟؟؟؟؟ إلى متى التّلاعب بنا و نحن أصحاب حقّ لا نتسوّل و لا نلهث خلف المناصب و المكاسب؟
أنا أتساءل ألم يكن الشّهيد محسن بنعاسي ممثّلا للدّولة و لم يفنَ إلاّ تلبية لنداء واجبه الوطنيّ؟ لمَ كلّ هذا التّجاهل و التّلاعب بنا كفانا الألم النّفسيّ الذي نعشيه حتّى تتنكّر لنا الدّولة التي أحببنا، فهل أحبّتنا هي؟