يغتصبون المفاهيم ويعتدون على التاريخ ويقفزون على المقومات السوسيولوجية والأنثروبولوجية والمعرفية للّغة ليعزلوا لهجة عن محيطها التاريخي والحضاري بكل روافده ولقاحاته وتفاعلاته ويصطنعون لها رسما مفتعلا لكي يصنفوها افتراءا وبهتانا في خانة اللغات.
يريدون أن يجعلوا من لهجة مجرد "شبه لغة" هجينة منعزلة ومنطوية تتلاشى بعد عقود قليلة. التقوقع في "الهويات القاتلة" يؤدي دوما إلى التطرّف في المحافظة والرجعية والعنصرية ولو اختلق صاحبه مبررات تدّعي الانفتاح والتقدمية.
لا وجود للغة تونسية ولو عاند وكابر وزايد من يريد أن يحوّل لهجتنا الجميلة إلى مسخ مشوّه غير قابل للحياة. لهجة تونسية سليلة لغة عربية حية تفاعلت مع محيطها البربري والزنجي والكردي والفارسي واللاتيني والاغريقي والهندي والصيني والماغولي "والسلافي".
لهجة تونسية جميلة سليلة لغة عربية حية قدرها أن تبقى متفتحة ومتفاعلة مع كل لغات العالم.
أي زمن أخرق هذا ؟