لا خوف من "القديمة" بل من "مخلفاتها" الماسكة بجسد البلاد مثل قروح مفتوحة

Photo

(معنى أسئلتنا عن "أسرار" زيارات أو اجراءات)

تصدع القديمة الى أجنحة و تحولات الواقع الدولي و الاقليمي و التحفز الشعبي و ارتفاع حاجز الخوف ينهي كل أمل للواهمين بعودتها على شاكلتها التسلطية السابقة و هي شاكلة لم تعد تغري أحدا بمحاولة استعادتها و لا ترهب امكانية عودتها حتى طفلا غرا فما بالك بمن قارعوا تسلط بن علي .

حين نتساءل على ما يُحاك في دهاليز الاجنحة التي يمسك كل طرف فيها بجزء من الدولة في سياق تناهشها و استمرارها في مفاصل مراكز النفوذ نظرا لعجز القوى الجديدة عن ازاحتها فنحن لا نتساءل بمنطق التخوف من "عودة المنظومة" كما يتوهم البعض .

نتساءل من زاوية الحذر من مزيد اغراق البلاد في مغامرات دولية و اقليمية و تأبيد ارتهانها الى لوبيات الفساد و المغامرين الجدد من رجال الصف الثاني في النظام المتهاوي ممن صعدتهم الصدفة الى حكم البلاد بما يزيد في تأجيل الاصلاح الجذري المتعطل أصلا .

نتساءل من زاوية الاحساس بأن حالة التسيب السياسي عمقت لدى الهواة الجدد و القدامى أوهام استسهال "حكم البلاد" على طريقة الهارب المخلوع الى درجة يتصورون فيها أن مجرد علاقة مع قوة اجنبية أو لوبي مالي أو اعلامي تجعلهم يتوهمون امكان الهيمنة على البلاد و الاستفراد بها فيخوضون لأجل ذلك معارك قد تعمق فوضى بلاد لا تنقصها الفوضى حتى نزيد عليها عبث المغامرين و الواهمين .

لا خوف على البلاد من "عودة القديمة" بل الخوف عليها من "هبال" بقاياها المتناهشين و المسكونين بأوهامهم المغامرة التي مازالت ترهق الى الآن "دولة" لم تتمكن من قذفهم من أحشائها المريضة التي يتوزعون بينها مثل "مرض عضال" .

باهي باش نوضح

أنا لم أطلب توضيحات كمواطن على زيارة وزير الداخلية الغريبة في الزمن الذي استغرقته و في بروتوكولاتها لأني أتوهم كبعضهم عودة بن علي أو مقابلته من طرف الوزير أو ماذا تدبر لنا السعودية ..لا ..هذا كلام فارغ .لا أحد يجرؤ على لقاء بن علي فقد انتهى و ليس من مصلحة بقاياه عودته و السعودية لا تملك لبلدنا نفعا و لا ضرا فلسنا شعب موز و ثقتي في شعبي و ارادته المستقلة لا تتزعزع .

أنا كمواطن اتساءل و اطلب التوضيح و أضع هواجسي أمام نواب المعارضة لانه ليس لي ثقة في الخيارات الديبلوماسية و السياسة الخارجية و الوضوح الاستراتيجي لائتلاف حكومي مكون من حزبين :

أحدهما نداء تونس سليل نظام قديم ينحاز باستمرار في لحظات الصراع العربي الى محاور معادية للأمة و الى نظم عربية مرتهنة للاستعمار و الصهيونية ..

و ثانيهما النهضة التي لم تعلن حتى الآن تمايزها عن الموقف العربي المتآمر و المتخاذل الذي يعبر عنه النظام السعودي و عدد من الانظمة العربية المتحالفة مع المحور الصهيواطلسي المستهدف للامة خصوصا و ان موقف النهضة من المسألة السورية و اليمنية لم يظهر تمايزه عن الموقف السعودي الذي قد يلعب في المستقبل القريب آخر مغامراته في محاولة تدمير الامة .

لهذا أطلب من لجنة الامن و لجنة الشؤون الخارجية مساءلة الوزير حول هذه الزيارة و طلب توضيح من الرئاسة ووزارة الخارجية :أين سيضعون تونس في الصراع القادم حتما .؟.أن تكون هناك سرية في المساءلة ..لا بأس ….فقط هذا مبرر تساؤلي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات