قبل حوالي السنة كتبت مقالا اكدت فيه على وجود اتفاقيات سرية بين بورقيبة وفرنسا قبل التوقيع على وثيقة الاستقلال الداخلي ...سالني البعض من القراء ..هل لك ان تساعدنا على التعرف على الحجة التي اعتمدتها ..وإلا فأنهم لن يصدقوا شيئا مما جاء في مقالي ووجهت البعض منهم الى قراءة بعض الدراسات التي اشارت الى الاتفاقية البغيضة ..
لكن لا احد وصل اليها لان فرنسا لم تطلق سراح وثائقنا الرسمية لأسباب تخص مصالحها او امنها او دستورها…
وأخيرا ها ان هيئة الحقيقة والكرامة تمكنت من الحصول على ارشيف مهم من الحركة الوطنية و الاتفاقيات الرسمية الكثير منها سري جدا ..ومن بين الوثائق في هذا الارشيف اتفاقية الاستقلال الداخلي ..تنص على ان تونس لن تتصرف في ثروات باطن الارض.
فهذه الثروات تبقى لفرنسا فقط....وحدها تستغل الثروات التونسية ...وهو ما تقوم به فرنسا من يومها الى الان.....
وفي الارشيف الذي حصلت عليه وثيقة تؤكد ان فرنسا كانت تستغل قاعدتها العسكرية في بنزرت لاستعمالاتها الخاصة السرية في السلاح النووي مع الحلف الاطلسي الذي كان يستعد لكل الاحتمالات ضد الاتحاد السوفياتي ومنها الحرب…..
وفي انتظار اتفاقية الاستقلال التام التي تخص التربية والتعليم والتمثيل الديبلوماسي التونسي في الخارج…..نعلن عن ترحيبنا بالأرشيف الذي وصل الى تونس ..وهو منجم من المعلومات التي يجب ان يستغلها المؤرخون الشبان لإعادة قراءة ما كتبه الرواد ….
الكثير منهم اعتمدوا رواية بورقيبة لتاريخ الحركة الوطنية والمفاوضات من اجل الاستقلال في مرحلتيه …فيهم من كان يكتب التاريخ بلا هدف ومنهم من كان يقدم خدماته للنظام البورقيبي والحصول على منافع منها الاشتغال ملحقين ومستشارين في الوزارات والدواوين ..
فقد شاركوا هم ايضا في طمس الحقائق وطمس الشخصيات الفاعلة في الحركة الوطني وإبراز بورقيبة فقط .والآخرون ليسوا غير شخصيات في فلك بورقيبة …