أن تكوني حرة فهذا لا يعني أن تلبسي علم تونس و تخرجي في مظاهرة !!! أن تكوني حرة فهذا لا يعني أن تؤخذ لك صورة مع زعيم سياسي أو رئيس حزب !!!
كوني حرة بخياراتك ولا تجعلي همك إرضاء كل من حولك دون النظر للحق. كوني حرة لأن الحرية التزام وليست قيدا . كوني حرة بالدفاع عن حقك كإنسان وكوني حرة بالدفاع عن حقوق الآخرين.
أن تكوني حرة هي بالضرورة ثورة على الظلم في أشكال عديدة لذا تكون الحرية في أحيان كثيرة رفيقة للعدالة وعدوة النفاق وللارتهان لأي جهة كانت، فمن يملك الحرية يملك رأيه ولا يسلمه ك"أصل تجاري"..
والحرة الأصيلة تمتلك الارادة والجرأة لتقف صدّا أمام أي محاولة تهدف تفتيت النسيج الإجتماعي وتفكيك الدولة وبيع الوطن …
للخروج من الأزمة وإنقاذ تونس، نحن في حاجة إلى ديمقراطيين يؤمنون بالتداول السلمي للسلطة وإلى سياسيين يملكون فلسفة في إدارة البلاد وأفكارا لإخراجنا من البؤس الذي نحن فيه .
إلى سياسيين يملكون مشروعاً مستقبلياً ديمقراطياً يعتمد على منح فرص متساوية لجميع التونسيين للمشاركة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية . وإلى حين ولادة هذا الجيل ستظل هذه الأزمة تطحن في حياتنا ولن تغيرها لا التوافقات ولا الانتخابات القادمة ولا اسقاط حكومات.
نحن شعب الانتظار بامتياز. فهي ليست المرة الأولى التي نقف فيها ننتظر في محطة الجبن والتردد من يخلصنا فبعد 23 عاماً لديكتاتورية بن علي .. الأمل أن لا ننتظر هذه المرة أكثر من عشرين سنة لكي تنتهي رداءة تحكم هذه المرة باسم الديمقراطية ودولة القانون !