كثيرا ما أربأ بنفسي عن التعليق على الكثير من تصريحات السياسيين عندنا. رغم أن في الكثير منها استفزازا واضحا للمستمعين، بقدر ما فيها من استخفاف بعقولنا، وما تكشفه من ضحالة العقل السياسي لدى الطبقة السياسية من أقصاها إلى أدناها.
حمة الهمامي قال في إذاعة شمس آف آم، يوم الجمعة 16 الجاري، إنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد انتهى سياسيا، و"أنّ النهضة والنداء يهابان الشاهد وما يملكه من ملفات فساد لأنهما متورطين منــذ سنة 2011".
أرى في هذا الكلام استخفافا بنا كمستمعين، فإن كان الحزبان المذكوران يهابان الشاهد، أليس من الأجدى لهما أن يبقيا عليه في رئاسة الحكومة حتى يبقى تحت رحمتهما ولا يتجرأ على كشف "ملفات الفساد" المتورطين فيها؟ أليس استبعاده من رئاسة الحكومة من شأنه أن يدفعه إلى الانتقام لنفسه منهما والكشف عن تلك الملفات؟
ثم أن نداء تونس تأسس في 2012 وبالتالي فملفاته لا يمكن أن تعود إلى 2011، وإذا أمسك عليه الشاهد مثل تلك الملفات في فترة لاحقة وحتى 2014، فهو نفسه أي الشاهد يكون مورطا فيها باعتبار عضويته في نداء تونس.
الحقيقة أن خطاب حمة المشار إليه لا يختلف عن خطابات سياسيين آخرين من مختلف الانتماءات. وكأن السياسة عندهم تعني الاستخفاف بعقول الناس ولذلك فعموم الناس يبقون كما هو واضح أذكى من المتصدرين للمشهد السياسي.