انتم اليوم عدديا مع المعارضة في سياق "كذبة الانتقال" التي فرضها التاريخ ..أنتم و اياهم الضمان الوحيد لا لانتصار "ثورة" بل للمحافظة على "ستاتيكو" توازن مع انقلابيي القديمة في انتظار أن تتمكن الأجيال القادمة من تصحيح وضعها مع منظومة الدم و السراق .
لا تصادروا حق الأجيال و لا تقبلوا بأي توافقات يبرمها الشيخان من وراء ظهر الشعب لإنقاذ بقايا منظومة الفساد و الاستبداد .
عزل سهام بن سدرين بدعوى مقايضة ذلك بمواصلة المسار يعني أن يتم قبر تقرير العدالة الانتقالية و سرقة الحقيقة و سيضطر الاجيال الى انتظار عقود اخرى لفرصة اخرى فالتاريخ لا يتيح انتاج زلازل شبيهة بهروب المخلوع الا بعد عقود .
ليس مطلوبا منكم مواجهة النظام و لا قيادة الثورة الجديدة فليس هذا اوانها و ليس مطلوبا منكم تجاوز الخوف من نقض تسويات لا افق لها و لا يخيف نقضها أحدا مع منظومة لم تعد تخيف أحدا .بل المطلوب فقط تحمل مسؤوليتكم الاخلاقية كنواب تحميكم القوانين الدولية و أجواء السماوات المفتوحة لرفض كل تسويات العار باسم الاكراهات .
لا أعتبر ما جرى اليوم نصرا رهيبا أو تحققا لآمالنا الوطنية المقبورة في "ثورة" توقفتُ عن اعتبارها كما صورها لي ذهني الرومانسي صباح هروب المخلوع .فالثورات ليست مساراتها ما جرى منذ 14 جانفي 2011 بمفارقاته و غرائبيته .
لكنني أعتبر عجز القديمة اليوم حتى عن تعبئة جميع نوابها الذين فقد قرابة الثلث منهم شجاعة تحمل مسؤولية العار يؤكد لي أن هذه المرسكلة أوهن من بيت العنكبوت و ستجد الاجيال القادمة طريقها لبناء تونس الشريفة بدونها و على انقاضها .
فلا تستهينوا بما جرى و لا تمنحوها شرعية توافقات الهوان على اكتاف الهيئة و رئيستها …اتركوا هذه القديمة في هوان عزلتها مع بقايا القتلة و السراق و شهاد الزور …و ستأتي أجيال لتنفذ فيها حكم التاريخ .