الزمن الذي جعل العميد البشروش يناقشه عكاشة هو نفس الزمن الذي أراه على الفايسبوك في تعليقات عكاشات على كُتاب اضطرتهم الظروف للكتابة على الفايسبوك .
أكون ممزقا احيانا بين الضحك و الشفقة على الكاتب و أنا ارى تعاليق العكاشات على كتابات بعض الاصدقاء الكتاب في هذا الفضاء ..أضحك و اقول في نفسي لهذا الكاتب المسكين : اش لزك يا راجل تكتب هنا.. ؟ ثم العن الشيطان و اقول :ما لايدرك كله لا يترك ندرى شنوة ...جله قبل و إلا كله ..؟؟؟ والله ما نعرف ..نسيت
شدتني جملة مُهملة في حوار المؤرخ البشروش في تسميته للثورة التونسية بعبارة "فوعة" و احالته السريعة الى كتابه "ربيع العربان" (تحقيق وثائق من ثورة علي بن غذهم) ..اشارة رشيقة في التاريخ المقارن .
التقيت مع الدكتور مرة واحدة أواسط الثمانينات و أنا طالب في جلسة فكرية بمنتدى خاص .يومها كانت مسيرة نظمها الحزب الاشتراكي الدستوري الى قصر قرطاج لمساندة بورقيبة في أزمته مع الاسلاميين و الاتحاد بين 85 و 86 .
قال حينها في تعليق سريع :هي مثل مسيرات كان ينظمها أنصار المقيم العام و الحماية بنقل مواطنين الى الباي في حمام الانف في فترات الشد مع الحركة الوطنية .ثم اضاف سيخرج بورقيبة من قصر قرطاج مثلما خرج الامين باي يوم 25 حويلية 1957 ...ظل تحليله محفورا في ذاكرتي الى الآن.
الحقيقة لم أقرا له إلا تحقيقه "ربيع العربان" في سياق اعداد نص مسرحي على بن غذاهم هجرته من سنوات ...أنا خير من عكاشة على كل ..قريت كتاب على الاقل من كتبه.