يخـــوض أساتذة التعليم الثانوي غدا إضرابا مفتوحا عن العمل بناء على رفض وزارة التربية الاستجابة لجملة مطالب ، بعد أسابيع من حجب الأعداد عن الإدارة ..
وبقطع النظر عن الموقف من هذا التحرّك ، فإن السيد وزير التربية الحالي أثبت مرّة أخرى أنّه غير جدير بالإشراف على وزارة " سيادة " ، وأنّه لم يدخل بعد في معاييره (ses paramètres) أن تونس 2018 غير تونس 2010 وما قبلها ..
هذا وزير لا يدري حتّى ابسط مقتضيات العمل الإداري ومتطلبات الحق النقابي ، ويزايد بحرصه الكبير على مصلحة التلاميذ ومستقبل التعليم في هذا البلد ..
السيد الوزير يصدر اليوم بلاغا منشورا على الصفحة الرسمية للوزارة بتاريخ اليوم ، ودون إمضاء يلزم فيه الأساتذة الذين سيباشرون العمل ويقاطعون الإضراب بأن يدلوا بما يفيد ذلك إلى المديرين أو المندوبين الجهويين .
يبدو أن السيد الوزير لم يعد يدري ما يفعل ، وإلاّ ما معنى أن يثبت الأستاذ المباشر والمقاطع للإضراب أنّه باشر فعلا ، يعني يذهب كل آخر يوم عمل ويقوم بإعلام رئيسه المباشر بذاك ..فهل يوجد أي نص قانوني ، أو حتّى عرف جاري يبيح هكذا إجراء ؟؟؟
السيد الوزير ، ما دامت أجهزتكم الإدارية غير قادرة (أو بالأحرى رافضة ) على القيام بدورها ، ولم تعد لكم سلطة على منظوريكم في مدّكم بالمعطيات ، فالجدير بكم أن تعترفوا أنّكم لم تعودوا قادرين على تسيير الوزارة .
السيد الوزير ،
إذا كان لكم من فضل ، فهو قدراتكم الخارقة على ابتكار البدع والغرائب من وضع شروط مسبقة للتفاوض ، إلى بدعة " القوادة الذاتية" …
السيد الوزير ،
مصير أبنائنا ليس لعبة تتسلّــــون بها.. وتسيير وزارة بحجم وزارة التربية يتطلّب مستوى " رجل دولة " ..