لقد فقد المجتمع جل قيمه بسبب تدهور حالة المربين
لن يحدث اي خطر على تونس وعلى ابناء تونس من جانب المربين بكل اختصاصاتهم ودرجاتهم ومستوياتهم ..ومهما كانت اخطاؤهم ... فالخطر لا يصدر إلا من الحكام الفاسدين ..من وزراء عملوا طويلا للتنظير لاستبداد بن علي وعائلته و للتشريع لمافيا الطرابلسية ..وهم الان في الحكم .
اعادوهم ..بعد ثورة....لنقل انتفاضة يا سيدي ...سالت فيها الدماء نهرا حزينا من سيدي بوزيد والقصرين ومدنين وتطاوين ..الى العاصمة ..وضواحيها ... والخطر لا يأتي من مربين عاهدوا الوطن بل من بعض رجال اعمال جلهم فاسدون يترصدون اي حدث صغير او كبير....
وإذا لم يتوفر الحدث فبركوه لإشعال الفتنة في البلاد فتسهل معاملاتهم ..وأعمال التهريب لديهم ولدى كلابهم من العارفين بالمسالك الوعرة والمجهولة ...فهم لا يعملون إلا في الظلام ..وفي غفلة من الجميع إلا من المتواطئين ....
والخطر لا يمكن ان يصدر عن رجال التربية والتعليم مهما كانت اخطاؤهم ..انما يصدر عن اعلاميين باعوا ضمائرهم لشياطين السياسة والاقتصاد ..اهلكوا الحرث و الزرع بالأكاذيب ونشر الباطل والترويج لثقافة الفساد وتبييض المختصين فيه .....
والخطر ابدا لن يصدر عن رجال التعليم بكل درجاتهم .ومستوياتهم من الابتدائي الى نهاية التدريس في الجامعة ..انما يصدر عن نوائب البرلمان الذين تفضحهم صراعاتهم في المجلس النوائبي..وإذا بهم لا يمثلون الشعب انما يمثلون من يدفع اكثر....وتتواتر اخبار الرشاوى فيما بينهم....
ولذا لا تشيطنوا رجال التعليم حتى يحترمهم ابناؤنا ..فينشؤون على القيم العالية ..والمبادئ الشاهقة من اجل مجتمع متوازن ..ووطن للجميع يحب المواطنين اجمعين لا من اجل وطن للقادرين على الضرب تحت الحزام والخدمة بالمؤامرات والدسائس لأنهم تعودوا على ان يكون الوطن لهم وحدهم ..لا احد معهم ....وحدهم يحكمون ..في حكمهم يتجاوزون كل القوانين والسلوك العادي اما الحسن فلا يعرفون طريقا اليه..
الرجاء من الاعلاميين بكل الحاح ان يلتزموا الموضوعية والحياد وان لا يشاركوا في شتم الاساتذة وكل المربين وان يستعرضوا كل الاراء والمواقف دون الاسهام في تسخين الاجواء ضد هذا الشق او ضد الاخر حتى لا يتحول الخلاف بين النقابات والحكومة الى فتنة شعبية .. ..وأزمة مجتمع..
واعلموا ان الاساتذة يعرفون مصلحة التلاميذ ومصلحة المجتمع اكثر من كل الذين يدعون الدفاع اليوم عن الوطن ..و يسعون الى اظهار المربين في حالة تخرج عن الوطنية... اقول ذلك دون ان اكون من انصار اليعقوبي او الطبوبي فانا متقاعد اولا ..ولست منتميا سياسيا ثانيا …
لكني مازلت احمل احتراما كبيرا للمربين ..وأساندهم في قضيتهم ..ومطالبهم ...وارفض ان يكونوا عرضة للسباب والشتائم ...من اجل ان يتوازن المجتمع ..
هذا المجتمع فقد جل القيم منذ ان فقد الاساتذة والمعلمين مركزهم الاجتماعي … وتقهقروا تجاه جل الوظائف بما فيها التي لا تتطلب حتى الباكالوريا كما ان حالتهم تدهورت حتى امام بعض انواع من العمال…
صحيح ان القضية اصبحت قضية رأي عام باعتبار ان كل العائلات لها ابناء في المدارس والمعاهد …وهي منزعجة لما يحدث في المؤسسة التربوية.. نحن عرفنا كل ما يزعج ..لكن هل سالنا الاساتذة ..كيف سينقذون التلاميذ او سنتهم الدراسية …؟!
اعتقد انهم قادرون على ان يجيبوا ..ولا يمكن ان يتسببوا في قضية مجتمع او ان يسدوا الافق ويغلقوا ابواب الامل. لننتظر بعيدا عن السباب خاصة امام التلاميذ .
فكيف تريدون من ابنائكم ان يتعلموا احترام المربين ويعتبورنهم قدوتهم اذا كانوا يسمعون صباح مساء كمشة من الشتائم التي تؤكد عدم احترامهم لكل انواع المربين ودرجاتهم …