السيد رئيس الحكومة يطلب من الأساتذة الرجوع إلى الدروس يوم الإثنين وإرجاع الأعداد ، وهو يعدهم مقابل ذلك التفاوض..
الآن ، وأكثر من اي وقت مضى اتضح أن الموقف المتعنّت لوزير التربية تقف وراءه كلّ حكومة ائتلاف النداء والنهضة..
خطاب السيد رئيس الحكومة فيه الكثير من الاستهانة بقطاع بأكمله يضمّ حوالي 90 ألف استاذ بقيادة جامعتهم ، وبمساندة كامل هياكل الاتحاد ،استهانة بأكثر من 4 أيام من الإضراب المفتوح ، واجتماع طارئ غدا للمكتب التنفيذي الوطني وهيئة إدارية وطنية في الأفق ..
الواضـــح ايضا أن المسألة لم تعد " مسألة نقابية " بحتة ، بات من المؤكّد أن السيد رئيس الحكومة لم يكن ليصدع بهذا الموقف المتعنّت دون تزكية من الشيخين …
ولكـــن الأخطر من كلّ ذلك يبدو أن خطّة الشيخين هي دفع الشاهد إلى الاصطدام مع كامل اتحاد الشغل و" تقليم اظافره " استعدادا لما يسمّى " الإصلاحات الكبرى " والاستجابة الفورية لتوصيات صندوق النقد الدولي (راجع بيان الصندوق المؤرخ في 13أفريل 2018)…
في هذا السياق لن يكون الشاهد سوى " حطب شعول" وفرضية الشيخين هي أنه مهما كانت نتيجة المعركة " فخــــراجها لهما.." إذا انهزم الشاهد فستكون إزاحته بعد الانتخابات البلدية سهلة ولن تثير أي مشكلة، وإذا انهزم الإتحاد فيكون تمرير " خطة الحكومة وإصلاحاتها يسيرا"..
ولكــــن في كلّ هذا لا يدرك الشيخان أن الدفع إلى الأقصى قد يشعل الأرض من تحتهما ويجعل البلد على صفيح من نار لا أحد يدري تداعياته..
مــرّة أخرى يقود التوافـــق البلد إلى شفير الهاويـــة الأمنية والسياسية ، بعد أن قادها إلى الهاوية الإقتصادية ...