أنا أيضا سرقت البوصاع…

Photo

الشباب الذين سرقوا البوصاع لا يستحقون كل تلك الشيطنة، أيا كان الحزب الذي ينتمون إليه، أنا أيضا سرقت البوصاع وغلال أخرى كثيرة قبل نضجها، لكن ذلك لم يكن أثناء حملة انتخابية ولا بسبب الجوع،

وفي مراهقتي أغريت أحد أبناء أخوالي بأن يسرق معي التين من بستان أبيه، ومرة، أطلق أحد أقاربنا النار علينا ليلا ونحن نسرق البطيخ البعلي الذي لا تقاوم لذته، سمعت دوي الرصاصة المخصصة لصيد الخنازير عندما أحنيت رأسي في اللحظات الأخيرة،

وما زلت أذكر أن ألذ الثمار هي المشمش الحامض الذي كنا نسرقه من حديقة مدير المدرسة في سد وادي ملاق، ومرة بقيت فقط ثلاث حبات مشمش منمشة تشبه خد ابنته الجميلة التي تدرس معنا، فقررت إثبات جرأتي بسرقتها، لكن كلب جاره رئيس الشعبة اقتحم السور ومزق سروالي،

ورغم الفزع فقد أهديت كعبة مشماش للطفلة ابنة المدير من مشماشتهم، أما أغرب ما حدث لي، فهو مع قريب مباشر وجار، كانت له في بستانه شجرة خوخ سوري، "هاي الكعبة"، تساوي رطلا، كان ذلك في شهر رمضان وكان يغلق باب البستان بقفل ويقطف كل يوم كعبة خوخ واحدة،

عدت قبل الإمساك بقليل بمزاج فاسد بسبب الخسارة في لعبة الرامي فقررت الانتقام بأكل خوخاته الثمينة. أفقت عصر الوم الموالي عل مشهد الخوخة وقد قطعها صاحبها إربا من جذورها غضبا، لقد بلغ الثمانين الآن، وأرجو أن يكون قد سامحني، لذلك، لا تشيطنوا سراق البوصاع، أيا كانت أعمارهم، خصوصا إن لم تجربوا لذة الغلال المسروقة،

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات