المعادلة الأولى:
سأكون من أوّل المدافعين عن موقف مقاطعة الانتخابات البلدية لو وجدت خطابا متماسكا يقنعني بأن " شعب تونس الأبيّ" وكل دعاة المقاطعة ، وبعد أن نجح في إفشال الإنتخابات وتحقيق نسبة مشاركة لا تتجاوز 5 بالمائة ، سينزل أفواجا وزرافات تحت قيادة جهات ثورية " معلومة " يوم 7 ماي للمطالبة بالتخلّص من الائتلاف الحاكم بعد أن اتضح إفلاس ، ولكن وإزاء وضع آخر مختلف ، فالمسألة تتطلّب موقفا آخر ..
المعادلة الثانية:
في ظلّ سيطرة " ماكاينتين انتخابيتين " رئيسييتين استنجدتا بكل ما توفّر من مال فاسد وإعلام مرتزق ، وكلّ أذناب " القديمة " ، وباعتبار أن جنود هاتين الماكينتين هم من سيكونوا أّوّل المتواجدين بساحة الإقتراع ، فسيكون محورالتنافس هو من يكون الأوّل ومن يكون الثاني(وهو ما صرّح به السيد رضوان المصمودي على جداره) ،
ثمّ وعلى ضوء ذلك ، وبعد الفرز وتحقيق " الانتصار يتمّ المرور إلى اقتسام "الغنيمة البلدية " قسمة توافقية لرئاسة المجالس ورئاسة الدوائر واللجان …بمعنى آخر الامتناع عن التصويت سيصبّ في مصلحة هاتين الماكينتين القادرتين على التجنيد الأقصى لناخبيهما…
المعادلة الثالثة :
أي انتخابات هي فرصة لجزاء من سبق إسناده وكالة ، سواء بتجديد الثقة فيه لنجاحه أو بمعاقبته على فشله ، ولا أعتقد ـ كعدد كبير من التونسيين ـ أن حزب " ربّي " الذي مارس الحكم من 2011 إلى 2014 نجح في إنقاذ تونس ، ولا حزب " ولد بوه " منذ 2014 برئاسته لإئتلاف فاشل قد قاد البلاد إلى النجاح ،
والمنطق السليم يقتضي أن من أتيحت له فرصة حكم البلاد مرّة أو مرتين ، عليه أن يتنحّى جانبا ويترك المكان لغيره ..وإذا لم يتنحّ طوعا ـ مثلما يجري في البلدان الديمقراطية ـ على الناخبين أن يرحّلوه بالصندوق…
المعادلة الرابعة:
أدرك جيّدا درجة الإحباط واليأس التي انتابت عددا كبيرا من الشباب ومن المهتمّين بالشأن العام ، خاصة أمام الفشل في تحقيق نتائج حقيقية في التشغيل والتنمية وتوفير الحدّ الأدنى من الحياة الكريمة ، لكن إذا عجزت الفئات الغاضبة على تحقيق ذلك ، فالأدنى هو تعطيل " تمكين " عصابات المافيا وممثليها داخل حكومة التوافق من التمدّد ،
لذلك أقول أن كل صوت يخسره نداء تونس أو حركة النهضة هو نوع من تعطيل هذا " التمكين " (حتّى يأتي ربّي بالفرج) ..وأي امتناع عن التصويت ومقاطعة للإنتخابات البلدية يوم 6 ماي هو تسهيل وتمهيد الطريق لاستمرار حكم " المافيا " …
لذلك ولغيره أدعو إلى الذهاب إلى الإقتراع ، للتصويت بدرجة أولى إلى بعض القائمات المستقلة ذات المصداقية (مع الحذر الشديد من تلك المخترقة) وبدرجة ثانية إلى القائمات الحزبية والإئتلافية الأخرى ..وبها عديد الوجوه الواعدة أيضا …
عملا بشعارين اثنين :
ـ " عندك في الهــــمّ ما تختار.."
ـ " إعادة انتخاب النهضة والنداء رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه "