تونس تنتصر

ما لم يفهمه الكثيرون أنّ المسألة أكبر من النتائج على أهميّتها وأكبر من الاصطفافات والنّسب ومن تقدّموا ومن تأخّروا ومن قاطعوا ومن شاركوا ،

الحاصل الأكبر لهذه الانتخابات هو قطع شوط آخر ومرحلة مهمّة وأساسيّة في تجسيد دستور الثّورة من خلال إرساء منظومة الحكم المحلّي والتخفّف من المركزة الاحتكاريّة في إدارة الشّأن العامّ.

تونس الثّورة تنتصر في انتقالها السلمي المدني الدّيمقراطي رغم اليأس والإحباط والشكّ والتّشكيك، وعلى جميع المؤمنين بهذا المسار التحرّر من الاصطفافات الأيديولوجيّة والالتحاق به ودعمه وإسناده بالرّقابة والنّقد والاقتراح خاصّة وأنّ قانون الجماعات المحليّة يُسنِد للمجتمع المدني أدوارا متقدّمة في إدارة الشّأن المحلّي.

وتبدّدت نذر الشّؤم التي ما فتئت تبشّر التونسيين بالدّم للرّكب حتّى " يرحلون " وسُفِّهَت دعوات الكراهية والسّاديّة والتّقسيم وتحريض التّونسيين على التباغض بين بعضهم البعض ،

نحتاج أن نغرس المحبّة في القلوب والحكمة في العقول لتنعتق طاقات هذا الشّعب على الإبداع والتحرّر في كنف الوحدة الوطنيّة.

كلّ استحقاق ثوريّ وتونس تصنع مستقبلها الواعد.