قبل ظهور النتائج..

Photo

الأكيد أن الانتخابات البلدية أظهرت أن أكبر حزب في البلاد هو حزب المقاطعين. نعم فالمقاطعون يمثلون النسبة الأكبر، وهم -على فكرة- يعاقبون الأحزاب الحاكمة، ولكن أيضا يعاقبون بقية الأحزاب في المعارضة، وإلا لتصدرت هذه الأحزاب المشهد،

بمعنى ما الذي منع هذه الأحزاب من أن تستجلب المقاطعين؟ الرسالة واضحة هنا وعلى الجميع أن يقرؤوها. في الأثناء لا يفوت أن نلاحظ اندثار بعض الأحزاب العريقة، قياداتها عليها أن لا تبرر ذلك بتواضع عدد القائمات التي تقدمت بها، فذلك في حد ذاته يدل على الاتجاه الذي أكدته الانتخابات.

وهنا نشير خاصة إلى الصفعة التي تلقاها حزب المشروع. وفي المقابل لابد أن نلاحظ نقطة جيدة تتمثل في المكانة التي احتلها التيار الديمقراطي الذي يحتل المرتبة الثالثة في سلم الأحزاب، حزب في صف الثورة، أمامه المستقبل يشرّع ذراعيه.

الكذب..

كثير من الأصدقاء يتهمون المترشحين للمجالس البلدية بالكذب خلال الحملة الانتخابية. بطبيعة الحال هذه الاتهامات ترتكز على ما كانت قدمته أحزاب خلال الانتخابات التشريعية، كذلك فإن التهم قد تكون صحيحة، وقد تكون الوعود التي قدمها المترشحون دليلا إضافيا على عدم معرفة بالعمل البلدي ولا حتى بالحياة الجماعية.

موضوع للنقاش، وله ما بعده في العلاقة بين الناخبين ومن انتخبوا.

الكذب الأفظع في تقديري، ليس هنا تحديدا، وإنما هو ذاك الذي يرتكبه بعض الناخبين، نعم بعض الناخبين قد يروّجون دعايات كاذبة ضد قائمات أو ضد أحزاب يختلفون معها إيديولوجيا أو سياسيا.

هنا لابد أن ألاحظ أن الأفكار إن كانت جميلة لا تكون في حاجة إلى قُبح الكذب على المنافسين حتى نهيء لها الانتشار. والمنافسون من جهتهم إن كانوا سيئين كما قد نتصور، فهُم في غير حاجة إلى الكذب حتى يتقلص تأثيرهم وإشعاعهم.

المثير للسخرية والرثاء في نفس الوقت، أن الأكاذيب التي يختلقها البعض، قد تنطلي على البعض ممن لا يلجؤون إلى عقولهم، لكي ينتبهوا إلى أنهم كانوا أول ضحايا الكذابين. في هذه الحالة يكون أصحاب الأنوف الطويلة قد استغفلوا أو استغبوا السذج..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات