لا اكره القديم و لكني أفرح لتحجيمه …
لم أعد أحلل مشهدنا الوطني بباراديغم ثورة و ثورة مضادة أو ثوريين و أزلام ..هذه مرحلة تجاوزناها . كل قديم قبل بحدوث تحول جذري في البلاد هو شريك في بناء المستقبل الوطني بل لعله مهم في البناء اذ يضع تجربته في خدمة تونس الجديدة.
و كل جديد اقصائي و عنيف و شرس و دغمائي أو ماضوي مدوعش أو عميل لقوى التخريب الدولي للأمة و مقاومتها هو عندي عدو للثورة و خصم للبلاد .
لكنني سعيد بتحجيم القديم محليا حتى لو كان قابلا بالتحول الثوري مثل النداء .
أن تكون بلديات تونس العاصمة و الساحل و صفاقس و المدن الكبرى معبرة عن تنوع تونسي يعج "بالجديد" و لا يكون فيه القديم إلا طرفا من جملة اطراف اخرى فهذا يعني أن تونس المحلية ستكون للناس جميعا و أن الدولة المحلية ستضع خدماتها الثقافية و الاعلامية و البئية على ذمة الجميع .
قد يكون القديم مازال محتكرا لتونس المركزية و خدماتها المادية و الرمزية و مسيطرا على اجهزتها لكن تحجيمه في تونس المحلية سيجعلنا كمثقفين و نشطاء نحس اننا نعيش في مدننا التي هي لنا .
يجب ان تعرف معنى أن تكون ناشطا سياسيا أو ثقافيا أو مدنيا و تكون خدمات مدينتك من قاعات و اعلام و مهرجانات و و و ..في يد طرف واحد يوزعها على رعاياه و يعاملك كمواطن درجة ثانية .
الآن سيكون في البلديات أصدقاء لنا في مقارعة الاستبداد سابقا و سنطلب منهم حقنا كاملا في ممارسة مواطنتنا ..لا يعيش الانسان فقط ببطن تطعمه الدولة ..انه ايضا عقل وروح يجب أن توفر لهما الدولة مجال تحققها .