يجب على المرء أن يكون غبيا بالقدر المطلوب حتى يعتبر المستقلين حزبا فائزا. تخريجة أن المستقلين هم الذين يحتلون المرتبة الأولى في نتائج الانتخابات البلدية محاولة ساذجة من أجل التخفيف من وطأة فوز النهضة، وما له من تبعات أخرى.
هذه الملاحظة لا تجب أن تخفي عنا أن حزب النهضة فقد بين 2014 و2018 ما يقرب من 450 ألف ناخب. حزب النداء فقد 900 ألف ناخب، الجبهة الشعبية فقدت أيضا نصف ناخبيها أي حوالي 60 ألف ناخب من مجموع 125 ألف، فقط التيار الديمقراطي تقدم ب10 آلاف ناخب جديد.
مع الملاحظ هنا أن الأحزاب التي لم تتقدم في كل الدوائر، ليست معذورة في ذلك، لأن لا أحد منعها من ذلك، ولا يمكن اعتبار ذلك زهدا منها أو ترفعا.
علما من جهة أخرى، وأن الانتخابات البلدية لا يمكن أن تتطابق مع الانتخابات التشريعية، لأن هناك مناطق ريفية خارج التغطية البلدية، وليس لسكانها الحق في الإدلاء بأصواتهم. كذلك ليست هناك دوائر بالخارج مثلما هو الحال بالنسبة لانتخابات 2014.
فالقول بأن الانتخابات التشريعية كانت أكثر من 60% وأصبحت 35% يجب تنسيبها. بطبيعة الحال هذا لا يخفي نسبة العزوف المرتفعة.
وديعة بن علي..
يمكن للمرء أن يكون ضد النهضة، طبيعي نحن في زمن الحرية والتعددية والرأي والرأي المعاكس، ولكن بأي حق يرفض البعض وجودها أو يدعون إلى إعادة النهضويين إلى السجون؟
ما هي الشرعية التي تخول لهم ذلك بالضبط، شرعية تاريخية؟ قطعا لا. أم شعبية؟ لا طبعا. هي إذن الإيديولوجيا أو أنها وديعة بن علي.
بن علي هرب وترك وديعته عند من يفكر مثلما كان يفكر هو. طيب لو أن النهضة تعاملت بالمثل مع هؤلاء وطالبت بمثل ما يطالبون به؟ ألا يؤدي ذلك إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر؟ لقد آن الأوان للتخلي عن وديعة بن علي.