النسوية بمختلف مدارسها البيضاء المتبرجزة والسوداء الثائرة والديكولونيالية الجذرية وصولا إلى النسوية السحاقية وووو... تختلف لكن كلها تلتقي حول صرخة نساء في مواجهة الذكورية الثاوية في خطاب وممارسة اليساري واليميني والوطني والكولونيالي…
مشيخة بلدية تونس؛ أكانت رئاسة بلدية أم إمامة جامع الزيتونة (الجامع الأعظم)؛ حُبُس لبَلْدِيّة تونس العاصمة.
الطريف أن البَلْدية في تونس ليسوا أبناء البلد بل تلك الأقليات الإثنية التي ارتبطت دوما بمشاريع غزو خارجي أكان فتحا أم إحتلالا !!!.
خلينا نحفروا شوي في التاريخ:
منذ قرون طويلة (زمن الحفصيين) نال علّامة زمانه إبن عرفة الورغمي إستحقاق إمامة جامع الزيتونة فثار في وجهه إبن عبد السلام بدعوى أنه قُعر جاي من وراء الأسوار يلبس البلغة ويأكل الغربوز (التين المجفف) ورفض الصلاة وراءه. كذا فعل عديله ابن عبد الرفيع الذي هدد العلامة ابن راشد القفصي بقطع رجليه إن واصل التدريس بالجامع المعروف اليوم بجامع القصر.
برة يا زمان.... وايجا يا زمان... ثار العربان....
وأفرزت الإنتخابات البلدية إمرأة لتولي منصب شيخ مدينة تونس.
وين المشكل؛ في بلد الطاهر الحداد صاحب سِفر/ مانفستو "امرأتنا في الشريعة والمجتمع". في بلد الصداق القيرواني الذي يمنح العصمة للمرأة منذ قرون طويلة. في بلد مجلة الأحوال الشخصية التي جرّمت تعدد الزوجات منذ عقود. في بلد النساء الأعلى صوتا تحرريا في محيطهن العربي... في بلد تحويل معركة تحرر المرأة إلى أيديولوجيا للمزايدة على الخصوم السياسيين ووصمهم بالرجعية....
المشكل يا سادة يا مادة؛
أنو المرا هذي رغم كونها لا تضع حجابا ولا نقابا على شعرها.... بل تسدله على كتفيها.... أنيقة بجسم رياضي يستجيب لأيديولوجيا السوق... صيدلانية ناجحة وتجيد لغات الفرنجة....
لكن
المرا هذي من فسطاط محافظ (سياسيا/ pro نهضة).
ولكن أخرى أيضا :
المرا هذي ماهياش "بلْدية" من جغرافيات ابن عبد السلام وابن عبد الرفيع؛ لكنها من جغرافيات "الأقعار" ابن عرفة الورغمي وابن راشد القفصي.
سعاد عبد الرحيم مواطنة تونسية من حقها تكون رئيس بلدية العاصمة اللي ماعدش حُبُس ل"البَلْدِيّة".
سامحوني عاد كان طوّلت عليكم:
أثناء إعتصامي القصبة؛ أصيب سيد أ. ج. أبرز المباهين كونه بلْديا لم يكن يعترف بالنظام الجمهوري وكان يسمي بورقيبة قُعْر. المهم الراجل هذا لما شاهد خيام الهمامة وبني زيد في ساحة القصبة دارت بيه الدنيا وأحس أنها علامات الساعة قائلا: "العربان حاصروا قصبة سيدنا الباي"، (أقسم لكم العبارة حرفيا). وأضرب عن الطعام وبدأ يذوي ... حتى توفي. (رحمه الله).
عاد هانو عامين إلتالي السبسي البلدي سخر من المرأة التونسية محقرا إياها قائلا: ماهي إلا مرا. وهاهو البارحة أحد قادة نداء أولاد الإيه سخر من إمكانية حضور الدكتورة سعاد عبد الرحيم موكب ليلة القدر بجامع الزيتونة مستنكرا "هذا موش من تقاليدنا".
وطز في الحداثة والإسلام معا الللذان يمنحانها الحق في ذلك.
• هنا محنة إختبار النسوية التونسية .
• ومحنة إختبار مقولة كلنا توانسة.
• ومحنة إختبار ثورة مواطنين.
• ومحنة إختبار الحداثة التونسية .
• ومحنة إختبار اليسار التونسي.
• ومحنة قصيد "نساء بلادي نساء ونصف".
• أما النهضويون فمستعدون لكل التنازلات.
برّة نهاركم طيب؛ وسلّم لي عالحداثة التونسية والنسوية التونسية. ما أعظمك يا ديسمبر المحن.
طبعا هذا النص المطرقة لن تتلقفه كبرى المواقع؛ فكاتبه بدوي راديكالي مطعون في حداثتيته وإسلامه.