خطوة إلى الوراء، خطوات إلى الوراء..

Photo

يبدو أن المنظومة بصدد التراجع عن كل ما كانت تعتبره مكاسب البورقيبية أو إنجازات الدولة الوطنية أو مقومات السيادة والاستقلال، خلافا للخطاب المعلن الذي يحاول أن يخفي التراجعات الواحد تلو الآخر.

نتذكر تمسك ممثل المنظومة نداء تونس، بتشريك الأمنيين والعسكريين في الانتخابات، خلافا لموقف بورقيبة من تدخل المؤسستين في الشأن السياسي.

ولا ننسى في الأثناء أن الخوصصة في حد ذاتها تعتبر تراجعا عن مصدر فخر دولة الاستقلال فيما يتعلق بالتعليم العمومي والصحة العمومية.

وفي التعليم بالذات فإن تمدد التعليم الفرنسي التابع للسفارة الفرنسية حتى وصل اليوم إلى الجنوب التونسي، يعيد الوضع إلى ما قبل الاستقلال، خلافا لكل المطالب والشعارات التي رفعتها الحركة الوطنية ثم الدولة الوطنية حول توحيد التعليم وتونسته وتعريبه.

كذلك فإن الجدل حول رئاسة أو مشيخة بلدية العاصمة، كشف عن تراجع آخر فيما يتعلق بالمرأة التي تحتلّ موقع القلادة في الخطاب البورقيبي، وما يتصل به من شعارات حول المساواة والكفاءة الخ.

نضيف إلى ذلك، آخر ما أعلنته المنظومة بخصوص السماح بتسريع تمليك الأجانب للعقارات والأراضي، وهو ما يعتبر تراجعا عن أحد أهم إنجازات بورقيبة فيما يتعلق بتأميم أراضي المعمرين. وإذ أعلن عن ذلك في ذكرى ما قام به بورقيبة سنة 1964، فإنه لا يعتبر مجرد تراجع، وإنما هو استفزاز كامل الأوصاف.

وكأن المنظومة تصرّ على أن لا يبقى ما يمكن اعتباره مكاسب أو إنجازات. وهذه من علامات الاقتراب من النهاية. المنظومة في انتظار الموت الرحيم حتى لا يكون قرارها الأخير المطالبة بعودة الاستعمار المباشر.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات